آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 1:39 ص

امتحان الحب

كاظم الشبيب

إذا أردت ان تمتحن مدى استعداد المرء للحب، أو على مستوى قابليته على أن يُحِب ويُحَب، أو أردت أن تمتحن إمكانيات قلبه لحب كل الناس، فقط اطلب منه أن يسامح من ظلمه، وأن يعفو عمن اعتدى عليه. بمعنى أخر جربه في عملية التسامح مع الأخرين. الأخرون هنا غير محصورين بالغرباء عن أهل هويته، بل حتى الأقرباء من الأهل والاخوان وداخل أهل هويته. هذه صورة من صور امتحان الحب بين المحبين. ينطبق هذا الأمر في العلاقات الثنائية بين الناس، وكذلك في العلاقات الجماعية بين أهل الهويات المختلفة.

وتقول الكاتبة هنادي أحمد في مقالة لها بأن هناك مجموعة من المعايير التي يمكن اعتمادها واتباعها لقياس الحب والحكم على حقيقته وزيفه، منها، كما ذكرت ما يلي: الشعور الدائم بالفرح: فما يختلط على الناس في مشاعر الحب أنه يختلط دائماً بالألم والعذاب والغيرة المبالغ فيها، وفي بعض الأحيان الشك، وفي أحيان أخرى تقييد الحريات وغيرها من الأمور التي باتت ترافق الحب، وهذا كله لا يمت للحب الحقيقي بصلة، فالحب الحقيقي الفعلي يقاس بمدى الحرية التي يعطيها كل طرف للآخر مع ثقته المطلقة بأن الشريك سيكون أهلاً لهذه الثقة.

ومنها، الاستعداد للتضحية: فالحب الحقيقي يدفع كل طرف إلى التضحية وبذل كل ما بوسعه من أجل أن يرى شريكه سعيداً، ولهذا دائماً يقال أنه ليس بعد حب الأم حب، فهي الشخص الوحيد الذي يثبت ملايين المرات أن حبه حقيقي لدوام التضحية، فحبها مبني على الأفعال لا الأقوال. ومنها: تقبل العيوب: فالمحب يتقبل أي عيب في محبوبه مهما كان، فلا يعايره به أو يتذمر منه، بل يتعاون معه في التخلص منه في حال أمكن ذلك، كأن يكون الشخص بخيلاً أو غيوراً، أو لديه أي من الصفات التي يمكن أن تتغير في الإنسان في حال أراد هو ذلك.

ومنها، التسامح والصفح المستمر: فالمحب الحقيقي يتسامح مع من يحبه إلى أبعد الحدود، ولا ينتظر منه اعتذاراً على ما اقترف لأنه يعلم أن نواياه يستحيل أن تجلب السوء له. ومنها، الصراحة: فالمحب الحقيقي يحاول دائماً أن يقدم لمن يحب الحقيقة مهما كانت جارحةً أو موجعةً لأنه يريد بهذا صالحه وهو يعلم أيضاً أن الكذب والمجاملة لن تكون في صالحه أبداً.*

امتحانات الحب كثيرة. تحدث بشكل طبيعي بين الأفراد، وبين المجتمعات، حتى بين أهل الهويات المختلفة. فيكتشف الناس من خلالها حجم منسوب الحب أو منسوب الكراهية الجاري بينهم. أما العقلاء فيستفيدون منها على الدوام في إصلاح أحوالهم وأحوال مجتمعاتهم. فهل نعقل ذلك؟. في المقطع المرفق زاوية من الموضوع بعنوان اختبار الحب:

-ccUPtcHnd0

*موضوع بعنوان: مقياس حب حقيقي، هنادي أحمد، موقع حياتكِ: https://hyatoky.com