آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:36 م

ضحايا الغرق

علي جعفر الشريمي * صحيفة الوطن

تكررت في الآونة الأخيرة حوادث الغرق بين الكبار والشباب الصغار في بعض الشواطئ المفتوحة في مختلف مناطق المملكة كان آخرها قبل أيام حيث توفيت طبيبة نسائية سعودية «عفاف فلمبان» وصديقتها «لينا طه» بعد محاولتهما إنقاذ فتاتين تعرضتا لحادث غرق في محافظة جدة، وقد تصدر هاشتاق «عفاف فلمبان» الترند في المملكة وسط سيل من الإشادات ببطولة الفقيدة.

السؤال الذي يدور في ذهني:

من يقوم بمراقبة الشواطئ؟ ومن هو المسؤول عن حماية مرتاديها خاصة أن ممارسة السباحة تزيد مع قدوم أشهر الصيف وبدء مواسم الإجازات؟ ما مسؤولية الدوريات البحرية وفرق الإنقاذ التابعة لقطاع حرس الحدود؟ الأخبار المتداولة في وسائل الإعلام تقول إن حادثة الغرق الأخيرة كانت قرب شاليه يقمن فيه في إحدى شواطئ جدة وأن السيدة لينا طه رحمها الله بقيت 4 ساعات مفقودة بعدما جرفتها أمواج البحر.

وهنا يشتد السؤال: أين هي فرق الإنقاذ التابعة للشاليهات؟ هل تم تخصيص مراقبين ومراقبات وأبراج خاصة للإنقاذ؟ أعلم أن التوجيهات والإرشادات من الجهات المعنية موجودة لكن لا يمكن الاعتماد عليها من دون المتابعة والرقابة الدورية وأعلم كذلك أن المشكلة تكمن في عدم التزام الكثيرين بشروط السلامة التي من شأنها الحفاظ على سلامة المرتادين والزائرين، ويقوم البعض للأسف بخرق القوانين معرضًا حياته وحياة الكثيرين للغرق، وذلك لاعتقاده بأن إجادة جزء بسيط من السباحة قد يجنبه الوقوع في دوامة الغرق.

إلا أنه من الأهمية بمكان توفير أبراج للمنقذين تعمل عليها الجهات المسؤولة بحيث تكون على امتداد الشواطئ الخاصة بالسباحة بما فيها الشاليهات والفنادق الموجودة في المناطق البحرية وتمد فيها المنقذين والمنقذات بكل المستلزمات التي تلبي جميع احتياجاتهم مثل حقيبة الإسعافات الأولية وأدوات التنفس الصناعي وغيرها.

علمًا أن دور المنقذين لا يقتصر فقط على مراقبة الشواطئ والإنقاذ، بل من مهامهم الرئيسة إرشاد الزائرين بالسباحة في الأماكن الآمنة بحيث يتم منعهم من السباحة وإخراجهم بشكل سريع عند حدوث الجزر وارتفاع الأمواج وذلك باستخدام صافرة الإنذار أو برفع الأعلام الحمراء من أعلى أبراج المراقبة والتي تشير إلى منع السباحة في حالة الأمواج القوية.

ولنا في الجبيل الصناعية خير مثال على ما نقول إذ تغطي شواطئ الجبيل الصناعية ب 21 منقذًا و3 أبراج مراقبة موزعة ما بين شواطئها الخمسة والنتيجة هي إنقاذ عدد معين من حالات الغرق في العام الماضي 2021. وهناك يوجد المنقذين بالتناوب على امتداد الشواطئ بالمدينة التي تمتد لأكثر من 17 كلم وأبراج الإنقاذ يتم تهيئتها بشكل دوري وصيانة مستمرة للسياج البحري الذي يتم وضعه داخل المياه على بعد أمتار محددة من الشواطئ ليكون علامة إرشادية وتحذيرية لمنع تجاوزها من قبل ممارسي السباحة.

أخيرًا أقول: رحم الله الفقيدة الدكتورة عفاف فلمبان وزميلتها لينا طه واغفر لهما وتقبلهما مع الشهداء والصالحين، إنا لله وإنا إليه راجعون.