آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 7:06 م

هل دائرة الحب متكاملة لديك؟

كاظم الشبيب

قال نبي الحب والرحمة ﷺ كما جاء عن الفريقين: ”حُسينٌ منِّي، وأنا منه، أحبَّ اللهُ مَن أحبَّ حُسينًا“، لأن حب الحسين باب من أبواب التكامل في محبة الله وخلقه. فحبي لنفسي لا يتناقض مع حبي لغيري. وحبي لغيري لا يتناقض مع حبي لنفسي. بينما كراهيتي لنفسي قد تؤذي غيري، كما كراهيتي لغيري بالتأكيد ستنعكس على كراهيتي لنفسي.

تتدرج دوائر حب المرء وتتداخل بحيث لا يمكن في الحب الفصل بين تلك الدوائر، فهي تتكامل وتنمو باستمرار. نعم الفصل النظري قائم وممكن على الدوام، فحبي لأهلي مختلف عن حبي لنفسي، وحبي العام لمجتمعي مختلف عن حبي لجيراني، وحبي لوطني يختلف عن حبي لكل البشرية. ولكن هذا الفصل النظري هو فصل تصويري في الذهن فقط، لأن الحب في النفس البشرية هو حب متكامل يجمع كل أنواع الحب في دائرة واحدة منبعها القلب والعاطفة والمعرفة، تنبع من حب الله وتزدهر نحو حب جميع مخلوقاته.

الحب هو الحب. المحب في الصين لا يختلف، من حيث المشاعر والعواطف وتقلب أحوال المحبين بين الشوق والهيام والجنون، عن المحب في المغرب العربي، أو في أفريقيا، أو في أوربا، أو في الشام. الحب هو الحب. أحوال المحبين متشابهة إن لم تكن متطابقة. يشترك كل الناس في دائرة الحب الكبرى. يختلفون في تفاصيل تجارب الحب، ولكنهم يشتركون في عنوان الحب والعشق والرومانسية. الحب مهما اختلفت درجاته، عندي أو عندك، هو دائرة واحدة تكمل بعضها بعضاً. حب المرء لله يقوده إلى جميع أنواع ودرجات الحب الأخرى. لا تناقض في تنوع صور الحب.

الحب دائرة واحدة. حبك لزوجتك يتكامل مع حبك لوالديك. وحبك لأبنائك يتكامل مع حبك لإخوانك. حبك لطائفتك يتكامل مع حبك لوطنك. وكل درجات الحب تتكامل مع حب الله. إن لم تكن دائرة الحب لدينا بهذا التكامل فعلينا مراجعة أنفسنا. في كتابه ”أعمال المحبة“، يتحدث الفيلسوف الدانماركي كيركجورد عما يعنيه أن تحب بشكل ملائم، فيقول: ”إن حبك لله يعني حباً حقيقياً للذات، وأن تساعد شخصاً آخر ليحب الله يعني حبك للآخر، وأن يساعدك شخص آخر لتكون موضع حب الله فيعني ذلك أنك محبوب“.*

في المقطع المرفق تأمل في الحب الإلهي ربما يفيد بعضنا في تشكيل دائرة حبهم الحقيقية:


* الحب والايمان ص 115 بتصرف