آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 1:39 ص

هل نحب أنفسنا أم نكرهها؟

كاظم الشبيب

من الطبيعي أن يحب الواحد منا نفسه، ومخالف للطبيعة أن يكره المرء نفسه. لكن كما المبالغة في حب الذات خطر على صاحبها، كذلك المبالغة في كراهية النفس تعتبر هلاكاً لها. لا أحد يطلب من الناس التخلي عن حب أنفسهم، لأنه طلب غير منطقي بسبب مخالفته للفطرة البشرية. ولذات السبب لا أحد يستطيع أن يجبر الناس على كره أنفسهم. ولكن الأخطر أن يدمر الإنسان نفسه بنفسه سواءً بالإفراط في حبها أو التفريط في كرهها، بجهل أو عن غير قصد، لأن غياب إدراك النفس قد يؤدي لكل ذلك.

قبل حوالي مئتي سنة قال الفيلسوف الدنماركي سورن كيركجورد: الكثير من الناس يسيئون التعامل حتى مع أنفسهم. ”إن أي شخص لديه معرفة بالناس سيقر حتماً بأنه كما تمنى غالباً أن يكون قادراً على جعلهم يتخلون عن حب الذات، فإنه تمنى أيضاً لو كان من الممكن تعليمهم حب أنفسهم“. ويعطينا أمثلة عن أناس فشلوا في حب أنفسهم كما ينبغي. فهنالك ”الشخص الطائش الذي ينغمس بحماقة في اللحظة التي يعيشها فقط“. وهنالك ”الشخص اليائس الذي يرجو الخلاص من الحياة بل من نفسه بالفعل“. ”وهنالك الفرد الذي يعذب نفسه ذاتياً بالتفكير في أداء خدمة لله من خلال تعذيب نفسه“. *

الحالة ذاتها، من الحب والكراهية تجاه النفس، تحدث على مستوى الجماعات. فقد يُسيء أهل هوية ما إلى أنفسهم وإلى هويتهم من باب حبهم أو كراهيتهم لها. فنحن العرب، على سبيل المثال قد نُسيء إلى أنفسنا وهويتنا ونحن نظن أننا نحسن صنعا. نحب هويتنا فنبالغ في تقديرنا لها، أو نكرهها فنبالغ في جلدها، وربما نزيد من ضعفها وشتاتها. ونحن كمسلمين قد نسيء إلى إسلامنا من باب حبنا لديننا، وقد نساهم في كراهيته بسبب عدم قدرتنا على الفرز بين ما جاء به دين الله وما جاء به خلق الله. فنحن كأهل هوية، أي هوية كانت، نحب هوياتنا، ولكن مشكلتنا المستمرة هي فشلنا في تقديرنا لأنفسنا ولهويتنا.

السؤال المهم، على المستويين، الشخصي والجماعي، هل نحب أنفسنا أم نكرهها؟. في المقطع المرفق زاوية مفيدة للموضوع بعنوان: الكراهية الذاتية، أسبابها، علاماتها، كيفية تجاوزها: