آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 1:52 ص

تيك توك والعنصريات

علي جعفر الشريمي * صحيفة الوطن

في الأيام القليلة الماضية ظهرت أخبار غير مؤكدة تشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتزم إغلاق تطبيق «تيك توك» من متجري قوقل وأبل، ولعل أبرز الأسباب في نظري أن التطبيق صيني المنشأ، وقد صعد كالصاروخ وهو منافس قوي لفيس بوك، ويمكن أن يسحب البساط من تحت قدميه، ولعل أهم المخاوف استمرار وجود التطبيق على منصة هواوي الصينية وأمريكا في الحال ذاته لا تمتلك سلطة لإجبار الشركات على حذف التطبيقات.

يمتلك تيك توك وفقا لآخر الإحصائيات أكثر من 1,1 مليار مستخدم نشط شهريا، ومن المتوقع أن يصل إلى 1,8 مليار مستخدم بحلول نهاية هذا العام، أما عدد المستخدمين في فيسبوك فبلغ 2,9 مليار مستخدم نشط شهريا، طبعا هناك فرق شاسع، لكن التخوف يظهر في هذه الأرقام أن مستخدمي تيك توك يمضون أكثر من 960 دقيقة شهريا في التطبيق عام 2021 بمعدل 32 دقيقة يوميا، في المقابل فإنه في 2021 كان مستخدمو فيسبوك يمضون 33 دقيقة يوميا على المنصة، بإجمالي 990 دقيقة شهريا، وهذا يعني أن الوقت الذي يمضيه مستخدمو فيس بوك يتقلص باستمرار لصالح تطبيق تيك توك.

إذن يبدو أن هذه الهجمة على تيك توك ليست مرتبطة بالخوف على حسابات المستخدمين وحماية حقوقهم هي في واقعها جزء من الحرب التكنولوجية بين أمريكا والصين. ما يهمني هنا أهمية التزام منصات التواصل الاجتماعي فيس بوك وتيك توك وغيرهما باحترام حقوق الإنسان ومكافحة الكراهية، فقبل أيام اتهمت دعوى قضائية رفعت ضد منصة «تيك توك» في كاليفورنيا، التطبيق الشهير بتعمد نشر مقاطع الفيديو التي تروج لتحديات قاتلة تودي بحياة الأطفال. وذكرت الدعوى المرفوعة أمام إحدى محاكم لوس أنجلوس، الأسبوع الماضي، خوارزمية تيك توك بنشر «عن قصد وبشكل متكرر» مقاطع فيديو عن تحدي التعتيم الذي يشجع المستخدم على خنق نفسه حتى الإغماء.

جاء ذلك نتيجة وفاة طفلتين شاركتا في تحدي «التعتيم» السنة الماضية، إحداهما تبلغ ثماني سنوات في تكساس، وأخرى في سنتها التاسعة في ولاية ويسكونسن. تعالوا معي لمثال آخر إذ منع «تيك توك» مستخدمي صفحة «سوق صُنّاع المحتوى»، من استعمال كلمة «أسود» black وعبارات من قبيل «حياة السود مهمة» Black Lives Matter في سيرهم الذاتية، إذ اعتبرتها خوارزمية التحقق من المحتوى بأنها «غير لائقة» وكذلك يُقيد البرنامج كل من يقوم بتصوير محتوى في بيئة «فقيرة» أو إذا كان «قبيح» الشكل، أو صاحب إعاقة جسدية، وتم تحديد الإعاقة على أنها «شكل غير طبيعي للجسم وحتى التشوهات الظاهرية ك «الكثير من التجاعيد».

وكذلك تسببت الرقابة التي تعمل بواسطة خوارزميات في أنظمة الكمبيوتر، في حذف منشورات فلسطينيين على فيسبوك وإنستغرام وتويتر تكشف عن العنف الذي يتعرّض له قطاع غزة، وهنا يأتي السؤال: كيف يتم هذا، وهل يحق لمنصات التواصل الاجتماعي تنفيذ قرارات واتخاذ برامج خوارزمية تكرس التمييز العنصري؟

نعم عندما تأتي لتطبيق تيك توك وفيس بوك تجد مدونا في مواقعهما الرسمية التزامها باحترام حقوق الإنسان وتحملها مسؤولية ضمان احترام كرامة الإنسان لكن من المهم اتخاذ تدابير عملية وقانونية بشأن قسم صناع المحتوى ومراقبة مطوري الخوارزميات في هذه المواقع والتطبيقات.