سلامٌ عليكم كلمتان تفتحان كلَّ باب!
وجدت دراسةٌ حديثة أن التحيَّات الإيجابيَّة عند باب الفصل أدت إلى زيادة المشاركة الأكاديميَّة للطلاب بنسبة 20% وتقليل السلوك التخريبيّ في الفصل بنسبة 9%. واقترحت الدراسة أنه يجب على المدرسين تحيَّة الطلاب بشكل فرديّ بالاسم، وكذلك استخدام التحيَّة غير اللفظية وإصدار عبارات إيجابيَّة وتصحيحيَّة قبل التشجيع على السلوك الجيِّد أو اقتراح الطريقة التي يجب أن يبدأ بها الطالب اليوم. هذا النهج من التحايا يعزز الشعورَ بالانتماء في الفصلِ الدراسيّ، ويبني إحساسًا بالانتماء للمجتمع، ويقلل من مستويات التوتر لدى الطلَّاب والمعلمين عند بدء اليوم.
التحايا في كل اللغات جميلة، لكن أجملها: السلام عليكم! تعني السلام والأمانَ والمحبَّة. في ثقافتنا الخليجيَّة - والقطيفيَّة - بعد السلام سيل من التحايا الرائعة أيضًا! ”ادخلوها بسلامٍ آمنين“ نعمة السلامة والأمن، والأخوة والألفة والمحبَّة من أحوال وتحيَّات أهل الجنة،، لا غلّ ولا حسد ولا خيانة. ﴿دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ ! لم يذكر السلام إلا في طيب العيش والعِشرة. أما أهل النَّار والمتباغضون ليس لهم فيها سلام، بل هجران وقطيعة!
في الغرب تُدرس ظواهر كثيرة للاستفادة منها، ولا غضاضة إذا استفدنا منها أيضًا! التحيّة في الطريق، في العمل، في المسجد، عرفناها قبل هذه الدِّراسة الغربيَّة. عن النبي محمد «صلى اللهُ عليه وآله»: إن أبخل النَّاس من بخلَ بالسلام! أفشِ السلامَ يكثر خيرُ بيتك! السلام فيه معادلة ”رابح - رابح“ والبادئ أفضل، عن الإمام عليّ 
: السلام سبعونَ حسنة، تسعة وستون للمبتدئ وواحدة للرادّ!
خلاصة المرام: التحية بالسَّلام، تحيَّة من عندِ الله مباركة طيِّبة، من طبيعة البشر والمجتمعات سواء الماديَّة، كالمجتمع الغربيّ أو غيرها، إلا أن التعاليم الإسلاميَّة نمت جذورها وحثت عليها بين الأهلِ والأقرباء والأصدقاء والغرباء، حتى صارت ميزةً في المجتمع الإسلاميّ عن المجتمع الغربيّ ”المتحضر“! تحيَّة تعكس الصفاءَ والودّ بين النَّاس.
علامَ نفرط في هذه التحيَّة، لطالما جلبت صداقة، وبالتأكيد تبعد العداوة. كم بابًا فتحت في أمورِ الدِّين والدنيا، فرصة وظيفة، شراكة عمل، عِشرة عمر؟! أجزم لو عمل الشباب بهذه التحيَّة - بدلًا من الصمت عند اللقاء - سوف تفتح لهم أبوابًا كثيرة من المعارف والفرص الجيِّدة في الحياة!
