آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 1:39 ص

لماذا غاب أدبي المدينة عن معرض الكتاب؟

علي جعفر الشريمي * صحيفة الوطن

أجبرتني صدمة الأخبار على التواصل بأكثر من أديب من أجل مزيد من التحقق والتثبت من صحتها، والمعلومة الصادمة الأولى تقول إن نادي المدينة الأدبي لا وجود له أبدًا في معرض الكتاب المقام حاليًا في المدينة المنورة، والمعلومة الصادمة الثانية تقول إن ثمة تجاهلا وتهميشا من اللجان المنظمة للمعرض في دعوة كبار شعراء المدينة للمشاركة في فعاليات المعرض.

أسئلة حائرة تبحث عن إجابة.. هل يعقل أن مؤسسة ثقافية بحجم النادي الأدبي بالمدينة والتي تبلغ من العمر نصف قرن تقريبا أن يتم تجاهلها بهذه الطريقة؟ أعلم تمامًا أن وزارة الثقافة لم تتطرّق للأندية الأدبية في خطتها الإستراتيجية وأعلم كذلك أنها خارج اهتمام الوزارة كونها مهتمة في إنشاء كيانات ثقافية سيتم إيكالها مختلف المهام مستقبلًا، لكن السؤال: هذا الغياب لم نره في معرض الرياض مثلًا إذ كان لأدبي الرياض حضور قوي في فعاليات المعرض، وهنا يشتد السؤال لماذا ولماذا كبيرة؟ تعالوا معي لمقتطفات من انطباعات بعض شعراء المدينة - التي أرسلوها لي على الخاص - عن غيابهم أو تغييبهم عن المشهد في هذه التظاهرة الثقافية التي لطالما انتظروها بفارغ الصبر: يقول الشاعر يوسف الرحيلي: الملاحظ على البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض غياب شبه تام للمثقف المدني وهو امتداد لغيابه في مناسبات سابقة، وهذا الغياب امتد لأهم مؤسسة أدبية ثقافية في المدينة وهي النادي الأدبي، فالنادي بتاريخه العريق وخبرته المتراكمة وكفاءة القائمين عليه وقدرتهم على التمييز بين الجيد والرديء ثقافيًا كان آخر من يعلم عن هذا الحدث الجلل. الشاعر علي جدعان يقول: لا أعلم بالتفصيل ما الذي يجري أو كيف حدث عدم تواصل إدارة معرض الكتاب مع الشعراء شخصيا أو لماذا لم يتم التواصل معهم من خلال نادي المدينة الأدبي؟ سؤال كبير جدًا واستفهام محير لم أجد له جوابًا. عند تواصلي مع النادي الأدبي ومع جملة من أصدقائي شعراء المدينة كلهم أجمعوا على تهميش إدارة المعرض لهم وعدم التواصل معهم للمشاركة في الفعاليات.

الشاعر مروان المزيني يقول: في نظري إن اعتماد القائمين على المعرض على لجان غير جادة في معرفة واستقطاب تلك الأسماء وربما محاباة بعض الأسماء الأخرى كان وراء ذلك التهميش غير المقبول. نطمح من القائمين على المعرض إعطاء الفرصة لأبناء المدينة المنورة من الشعراء والأدباء والمثقفين حقهم المشروع في إقامة الأمسيات والندوات والمحاضرات بما يعرف مرتادي المعرض بشعراء المدينة ومثقفيها في فرصة لا تتكرر كل عام.

الشاعر معبر النهاري يقول: منذ نشأة وزارة الثقافة في وطننا ونحن نحلم أن تنالنا عين الرضا أسوة ببقية زملاء الحرف في المملكة وكلما مرت فعالية وتم تجاهلنا التمسنا للجان المنظمة في وزارة الثقافة 90 عذرًا وليس 70 على رأيهم!! فإن كانت اللجنة المنظمة للمعرض لا تعرف شعراء المدينة المنورة، فتلك مصيبة وإن كانت تعلم فالمصيبة أعظم!! الشاعر هاني الزين يقول: لعلّ الإجابة على هذا السؤال تكون خارج إطار الاحتمالات ولكن في سبيل تفسير هذا الوضع أحاول أن ألامس بعض الظنون في عدة نقاط: - قد يكون غياب الشاعر المدني عن المشهد الأدبي بشكل عام سبب في ذلك - غياب المنتديات الأدبية الخاصة في المدينة المنورة والتي لها دور كبير في إبراز الشاعر على الساحة الأدبية. عدم اتصال الوزارة مع النادي الأدبي لمعرفة شعراء المدينة المنورة. والشاعر بشير الصاعدي يقول: الموكل إليه اختيار الشعراء لا يعنيه إبراز الوجه المشرق للمدينة في تغييب لشعراء المدينة وهي سقطة في حق المنظمين وإساءة حتى في حق الشواعر المشاركات مع تقديري لهن إلا أن وضعهن في مواجهة شعراء بمكانة أحمد بخيت وسارة الزين والدكتور سلطان السبهان وغيرهم من عمالقة الشعر في وطننا العربي لهو ظلم كبير، والتساؤل المرير، أين شعراء المدينة؟! وسأختم هنا بما يلي: على الوزارة حق الرد والاعتذار لشعراء المدينة وإيضاح بقية تفاصيل الصورة.