آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 9:52 ص

هل الأديان عقبة في طريق الحب؟ «4/2»

كاظم الشبيب

الأديان لا تمثل عقبة أمام حب الناس لبعضهم مهما اختلفت دياناتهم أو مذاهبهم، بل على العكس من ذلك هي تدعوا لمحبة كل الناس. ولكن المتدينين هم الذين ساهموا في وضع قوائم وتصنيفات للبشر ممن ينبغي محبتهم وممن ينبغي كرههم. فأوجدوا ثقافة للكراهية وحددوا أخلاقيات باسم الدين للتعامل مع من يكرهونهم، ومن هنا يبث المتشددون في كل الأديان ويتبادلون ثقافة الكراهية ويتناقلونها من جيل إلى أخر.

لو أخذنا الدين الإسلامي على سبيل المثال، حتى دون تعق في فهمه، لأبهرنا في كيفية تأصيله للحب بصورة المتعددة في كل المجالات. الدكتورة ابتسام مرهون الصفار بينت في كتابها ”ألفاظ الحب وسياقاتها في القرآن الكريم“ كيف أن الدين الإسلامي هو دين الحب والمحبة، دين يؤسس للحب ويُشرعه ليكون شاملاً لجميع مجالات الحياة. الحب من الله تجاه المخلوقين والمخلوقات، حب العباد لخالقهم، حب الحياة، حب الناس لبعضهم البعض، الحب في الأسرة، حب الاخوان، حب القيم الإنسانية. وقد سردت الدكتورة عدداً كبيراً من الآيات في كل مجال من تلك المجالات. [1] 

وذات الحال والتأصيل نراه أيضاً في الديانات الأخرى. ومن وجهة النظر المسيحية أن تحب البشر يعني أن تحب الله، وأن تحب الله يعني أن تحب البشر. وما تفعله للبشر تفعله لله، وبالتالي فما تفعله للبشر فإن الله يفعله لك. [2]  فالأديان لم تكن ولن تكون مشكلة أو عقبة في طريق نشر الحب والمحبة بين الناس. وما نراه من تبادل للكراهية باسم الأديان وباسم المذاهب هو صنيعة المتشددين في الأديان والمذاهب، لا صناعة الأديان والمذاهب مطلقاً. في المقطع المرفق خاطرة جميلة بعنوان ”الديانات والحب“:

‎[1] ألفاظ الحب وسياقاتها في القرآن الكريم.

‎[2] الحب والإيمان عند سورن كيركجورد ص 52