أمل ورجاء لعله يتحقق بإذن الله
كُنَا في أحَد مجَالِس العَزَاء وتَطَرَق بَعض الحُضُور مِن الأُخوَة الأفَاضِل إلى نِقطَة مُهِمَة وجَدِيرة بِالنِقَاش وهي أنَ بَعضَاً مِن خُطَبَاء المِنبَر الحُسيني حَفِظَهُم الله يستَغرِقُونَ وقتاً ليسَ بِالقَليل عِندَ إلقائِهِم لِمُحَاضَراتَهِم، فَتَراهُم يَصُولُون وويَجُولُون عِظَةً وعِبرةً وتَفسيراً لِبَعض الآيات الكَريمَة والأحادِيث الشَريفَة، فَيأخُذ أغلَبَهُم وقتاً في التَحلِيل والتَعلِيل لإيصَال الفِكرَة إلى المُستَمِع وهذا شيءُ لا غَبار عَليه مِن الجَانِب الدِينِي، لكِن مِن جَانِبٍ آخر تَضِيعُ الفُرَص للقِيام بارتباطات ومسؤوليات أٌخرَى اجتماعية مُهِمَة، فَكَيفَ يَتِم التَوفِيق في ذلك إذا كان الخَطِيب قَد استحوذ عَلى أغلَب الوَقت لِطُولِ فترة قِراءَته وخِطَابَته.
مِن هُنا يصعَب الأمر على بعض منا القِيام بِالواجِبَات والمتطلبات المراد القيام بها بِالإضَافَة إلى ذلِك، هُناك بعضٌ مِن الحُضُور مَن لا تساعده صِحتَه على المُكوث طَويلاً وبَعضَهم قادِمين مِن مَنَاطِقَ أُخرى جَاءَوا لِتَقديم الواجِب ومِن ثُم المُغادَرة مِمَا يُربِك الوَضع ويُسَبب حَرَجَاً للجَمِيع.
وتَفَادِياً لِكُل ذلِك نَتَمَنى مِن كُلِ خَطِيب عَدَم الإطَالَة والاختصار لِكَسْب الوَقت ما أمكَن إلى ذلِك سبيلا وتَيسِير الأمر لِيَتَحَاشى الجَميع الإحراج ويتسنى لهم تأدية واجباتهم الأخرى وحَتَى لا يكون سَبَباً في العُزُوف عن حُضُور المَجَالِس الحُسَينِية والعَزائِية في كُلْ المُناسَبَات دِينِية كانت أو اجتماعية، وبِهذا نَكُون قد حَقَقنا هَدَفَين في آنٍ مَعاً وهو المُشَارَكة والاستماع بِرَغبة وحُضُور مُكَثَف لِلمُعَزين والمُشَاركِين، وهذا رأيٌ مَطرُوح على أهلِ الاختصاص والفَضِيلَة الذين وَسِعَت قُلوبَهم كُلَ رأي وفِكْر وهَدَف.