آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 7:06 م

دروس من نواميس الحياة

ليلى الزاهر *

يقول الشاعر:

عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ

سُميت الأعياد بهذا الاسم لأنها من المتجددات التي تعود وتتجدد بين حين وآخر، وكلّ عائلة يتجدد عيدها بشكل مُختلف بعضها يتجدد بحدث سعيد، بمولود جديد، بخطوبة أو زواج أحد أبنائها. وبعضها يتجدد بفقد أحد أعمدتها أو بخبر مؤلم فتعجز عن إظهار ملامح السعادة في العيد. هذه العائلة بحاجة للوقوف بجانب أفرادها لأنهم يفتقدون الفرح ويشتاقون للسعادة.

عندما تقف على مآسي هذه العائلة الحزينة، تأمل جيدًا انكسارهم وتأدّب في حضرة جراحهم التي ما زالت تنزف.

لا بد أن نشعر بالآخرين فمن سوء الأدب نسيان الجار المتألم، وتهميش الخالة التي فقدت أحد أولادها، لا بد من ترميم مشاعر من حولنا فعلى الصعيد النفسي تحارب الكلمة الطيبة جميع فنون الحزن القسري.

من جانب آخر يجب ألا نغفل عن المقربين من أبنائنا فلا نضعهم في مرتبة أدنى من الآخرين، فكلّ الحب لهم وكلّ التعاطف والتسامح بين أفراد الأسرة أمر محمود لابد منه، وكما أنّ استدراك الأخطاء وتصحيحها واجب فإنّ بذل المعروف والإحسان يساعد على كسر جميع الحواجز وانهيارها بالحبّ المتبادل بين أفراد الأسرة الصغيرة.

وللأطفال نصيب الأسد من الاهتمام لأن رائحتهم الزكية تفوح من أعماقهم، وابتسامتهم من أجمل ملامح العيد وإذا كانت الطفولة منتهى العجز والضعف فإننا قادرون على منحهم القوة وعدم إقحامهم في تصفية حسابات الكبار.

لاترهقوا الطفولة بكثرة التقاط الصور، فكم طفلًا صرخ في وجه والديه: كفّا عن تصويري فقد تعبت!

لا تكرروا على مسامعهم أصول النظافة وحُسن الهندام، إنهم أطفال لهم اهتمام يختلف عن اهتمامكم ولهم حياتهم المفعمة بالإثارة.

‏عندما يطوي شهر رمضان أيامه سريعًا نشعر بغربال جديد ينقي أرواحنا، فتظهر قلوبٌ صافية، ويتوهجنور يعانق الألسن.

‏ ويبقى المؤمن الحقيقي فعلا هو الذي يحبّ للآخرين ما يحبه لنفسه وهذا أجمل نِتاج لرمضان.

‏في مهبّ العيد السعيد ألف سلام عليك يا شهر رمضان نلتقي بأحسن حال.

قد تعود، وتسأل نفسك: ماذا بعد العيد؟ أهي الحرب أم السلام؟

هل تستطيع أن تُبقي نفسك بعيدة عن دنس السفهاء إلى شهر رمضان القادم؟!

هل تستطيع ادّخار حسناتك التي اكتسبتها في شهر رمضان للسنة القادمة؟