بوعينا العيد بلا حوادث
بعد حين يهل علينا هلال عيد الفطر السعيد ”كل عام وأنتم بخير“، والكثير من الناس يذهبون إلى الفضاء الوسيع في الوطن الغالي احتفالًا بأيام العيد السعيد على الواجهات البحرية والشواطئ وفي البراري وغيرها، الذي يتطلب من الجميع الحذر من السرعة الزائدة أثناء قيادة السيارة وتكرار الحوادث المؤسفة التي تقع هنا وهناك في مثل هذه الأيام المباركة.
الطرقات والشوارع الرئيسية دائمًا ما تكون مزدحمة بالسيارات في أيام المناسبات، وعلى الجميع التحلي بالصبر والتأني أثناء القيادة، لتفادي الحوادث المؤسفة التي تعطل الحركة المرورية وربما تؤدي بإصابات في السيارات أو لإصابات بشرية لا سمح الله، وخطر الحوادث يتزايد فوق الكثبان الرملية التي تتزين بها البراري في الجهة الغربية من محافظة القطيف المعروفة ببر المطار وكذلك الكثبان الرملية التي تحيط بشاطئ نصف القمر ”هاف مون“.
الاستمتاع بالأجواء الجميلة في أيام العطل والمناسبات هو عشق الكثير من الناس، الذي جعل حب الذهاب إلى البر والكشته فيه والقيادة وسط الكثبان الرملية يعشقه الكثير من محبي التطعيس وبالخصوص فئة الشباب، هذا العشق جعلهم يتوافدون إليه بأعداد كبيرة في كل يوم وتتضاعف الأعداد البشرية في أيام العطل والمناسبات، كل ذلك لممارسة هواية قيادة السيارة وسط الرمال الكثيفة ”التطعيس“ عند الكثير من أصحاب هذه الهواية.
للأسف أن الكثير من الناس يبدؤون بالدخول وسط الكثبان الرملية وممارسة ”التطعيس“ من دون أي تدريب مسبق على القيادة فوقها ومعرفة الممرات الآمنة وسط الرمال الكثيفة، لكي لا يتعرض صاحب المركبة إلى مشكلات كثيرة أثناء القيادة، التي ربما يضل طريقه فيها أو يتفاجأ بهوية رملية كبير أمامه ويقع فيها مسببةً أضرار كبيرة في السيارة أو تؤدي إلى انقلاب السيارة وتعرض من فيها لخطر الإصابات الكبيرة وربما الوفاة.
طلعات البر هي لا شك ترويح للنفس يعشقها محبوها، لكن كثبانه الرملية لها أسرار لا تكشفها سيارتنا المختلفة التي نقودها ولا المواقف التي نقع فيها عند قيادة السيارة على الطرق الوعرة في البراري، مثل: استخدام المكابح فجأة لوقف السيارة فوق الرمال وهذا يؤدي إلى تغريز السيارة وغوص الإطارات داخل الرمال، وكذلك التحكم في اختيار السرعة المناسبة للهبوط من الكثبان الرملية، وغيرها من الأخطاء التي تمارس من البعض أثناء القيادة فوق الكثبان الرملية.
لو فتشت عن وسائل السلامة عند الكثير ممن يهوون التطعيس فوق الكثبان الرملية لرأيت قلة منهم محتفظًا بها، فوسائل السلامة والأمان ضرورية ولا بدا من توافرها في السيارة أثناء القيادة فوق الكثبان الرملية ومنها: صندوق الإسعافات الأولية، طفاية الحريق، والأدوات الخاصة بإزالة الرمال عند الضرورة بمساعدة وصلات من القطع الخشبية التي تستخدم لرفع الإطارات من تحت الرمال والسير عليها، ومصباح كهربائي يعمل بالبطارية وحبل مخصص لسحب السيارة عند الضرورة، وأن يكون هناك وسيلة اتصال للتواصل بين المركبات.
خلاصة الكلام هي أن القيادة الهادئة والتحلي بالأخلاق أثناء القيادة على الطرقات والشوارع المزدحمة أمرًا مطلوب، وعلى هواة ومحبي ممارسة القيادة فوق الكثبان الرملية والتطعيس، الذين يتخذون ”البر“ مكانًا للاستمتاع وقتل الفراغ، الحذر من الاستعراضات بالسرعات المثيرة فوق الكثبان الرملية لكي لا تتحول مناسباتنا الجميلة إلى حوادث مؤسفة تغير وجهة الأفراح والمسرات في مجتمعنا، حفظكم الله جميعًا وعساكم من عواده.