آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 1:22 م

القرآن ينادي الحياء والعفة لبعض بنات اليوم

زاهر العبدالله *

قال تعالى ﴿فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا فَلَمَّا جاءَهُ وَ قَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ «25»القصص.

لسان حال ابنة نبي الله شعيب تخاطب ذهاب حياء عند بعض بنات اليوم، كأن ابنة شعيب تقول لها: كان الحياء عندنا تاج المؤمنة الطاهرة وسمة النقاء والصفاء في جوانبها.

فما هو الحياء عندكِ اليوم؟

جوابها:

يا بنت نبي الله شعيب حُب الشهرة والهوى والتقليد أعمى حيائنا اليوم فأصبحن الذين يفتخرون بحيائكِ في القرآن الكريم أضحوكة ومحط السخرية فأصبحت غريبة حزينة مسكينة وضعيفة.

تقولها ابنة شعيب: وهل غاب الخوف من الله ومن عقابه وهل تظن أن نسيان أو تناسي حيائها سيمر بلا عقاب ألم تعلم بأن الله يُمهل ولا يهمل ألم تسمع قول الله تعالى ﴿وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ «178» آل عمران.

فهي كفرت بنعمة الله أن جملها بتاج الحياء وكساها بعرش العفة أو أنها نسيت نعم الله عليها من السمع والبصر واللسان والصحة فقابلت بجرأة الجاحد كل ذلك بالعصيان إلا تستحي من هذا الفعل فإذا لم تتب إلى ربها فستكون عرضة لنار سجّرها ربها لغضبه وما ربك بظلام للعبيد وسيكون لها موعد يوم القيامة ترتجف فيها القلوب وتنخلع فيها الصدور فتحاج وتخاصم فلا ينفعها عدد المتابعين في وسائل التواصل ولا إعجاب العاصين ولا تصفيق الظالمين.

يا بنت نبي الله شعيب دُلينا على النجاة من هذا الاستخفاف بالحجاب والحياء بما خصك ربُكِ من فضل.

ابنة نبي الله شعيب :

طريق النجاة هو الشهرة المحمودة وزيادة عدد المتابعين العاقلين ولكن كيف؟ لتكن مشهورة بالعلم النافع والإنتاج المبهر والعمل الصالح والذكر الحسن وسعيها في صلاح نفسها وتزكيتها ثم التأثير على بنات مجتمعها. وأن تتكلم بحكمة في كل موقف تراه مخالف للحياء والعفة فتخاطب الفتيات كل واحدة بما يُناسب طبعها وتربيتها وسلوكها العام ويكون وجودها مذكراً لله ومنذراً لغضبه سبحانه وتعالى.

يا بنت نبي الله شعيب انتشر الفساد لحد أصبح لا يمكن معالجته فأصبح بعض فتيات اليوم لا يُميزن بين العفاف والحياء والتبرج والسفور فأصبح المنكر معروفاً والمعروف منكرا فماذا نفعل دُلينا يا بنت نبي الله شعيب .

يا فتاة اليوم يامن تملك تاج الحياء والعفة والعقل والحكمة اعلمن أن لكل زمان جنوداً لإبليس وأن هناك جنوداً لله سبحانه ولرسوله ﷺ وأهل بيته فتسلحن بعقل الزهراء وغيرتها وكبريائها صلابتها في جنب الله سبحانه وبصبر زينب في نوائب الدهر وظلمات الجهل وفداء أم البنين وبحياء الفواطم في السبي وهم يقادون من بلد إلى بلد وامضين في الإصلاح واعلمن أن الحق يعلى ولا يُعلى عليه ولو بعد حين وكُنا علامات هدى ولافتات رشاد فأن الله ناصركن وهذا وعد الله سبحانه للمؤمنين والمؤمنات حيث قال ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ «7» محمد.

صدقت يا بنت نبي الله شعيب فإن ما عند الله خيرُ وأبقى ولو كره المذنبون والجاهلون والمعاندون والمستخفون ونسأل من الله أن يثبتنا على مرضاته والطمع فيما عنده وأن نخشاه ونخافه ما عشنا في هذه الدنيا.

ابنة نبي الله شعيب : أختي المؤمنة لكي يكتمل إيمانكِ وتَخلُص نيتكِ إياك والكبر والفرح أنكِ موفقه للحجاب والحياء والعفة على من حُرمت من ذلك وإنما ناديها بقلبكِ في صلواتك وخلواتك بصلاحها وإخراجها من ظلمات الجهل والشهوة والشهرة الخداعة إلى نور الإيمان والعقل والحكمة فكوني باب رحمة عليها مهما كان لسانها سليط عليكِ لكن بقوة السيدة زينب الكبرى بحجة دامغة ولغة صارمة ومعرفة عميقة وثبات راسخ واطلبي المدد الدائم من الحق سبحانه بالتوسل بالنبي وآله الطاهرين والحمد لله لله رب العالمين.