آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 4:39 م

أعيدوا النظر في أسعار التذاكر

علي جعفر الشريمي * صحيفة الوطن

سادت حالة من الاستياء والتذمر الشديدين مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول الأسعار المرتفعة للرحلات الداخلية والدولية على مختلف شركات الطيران السعودية وأنشئ وسم تويتري أطلقوا عليه «أسعار الرحلات الداخلية» تناول فيه المغردون مقارنات بين أسعار الشركات المحلية والأجنبية، واستنكروا هذه الأسعار التي وصفها البعض بالمبالغ فيها وغير مبررة.

السؤال المطروح: ما السبب في ارتفاع الأسعار؟ قد يقول أحدهم بأن أسباب الارتفاع الأساسي يعود إلى الضرائب وارتفاع الوقود وارتفاع قيمة الخدمات في المطارات ورفع الأسعار من الشركات لتعويض التوقف أثناء جائحة كورونا. في المقابل تشير التقارير العالمية في نهاية الربع الأخير من 2021 في بدء تعافي صناعة الطيران بنسبة %50 من بداية أزمة كورونا وهذا ما أكده نائب رئيس التسويق التجاري بشركة بوينج دارين هلست بأن الأسواق العالمية مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند تستعيد قدرتها بالكامل في قطاع الطيران، ولم نجد ارتفاعا في الأسعار مقارنة بما هو موجود عندنا، كذلك تشير الأرقام إلى أن نسبة التعافي %75 في المملكة بين الربع الأول 2022 مقارنة بالربع الماضي من 2021 والأسعار للأسف ما زالت تتزايد عندنا بشكل مبالغ فيه.

تعالوا معي لمثال عملي طرحه أحدهم في تويتر يقول فيه: «فكرت أسافر أنا وعائلتي عددنا 5 أشخاص إلى جورجيا في إجازة العيد شوفوا المفاجأة! الكويت - تبليسي 5923 ريالًا، دبي - تبليسي 7285 ريالًا، البحرين - تبليسي 8711 ريالًا، الرياض - تبليسي 15084 ريالًا. "معلومة: طيرانهم غير اقتصادي وطيراننا اقتصادي».

وهناك أمثلة أخرى لا تسع المساحة لذكرها تؤكد أن الأسعار الدولية باتت أرخص كثيرا من الرحلات الداخلية!

في نظري أن السبب الحقيقي يعود بشكل رئيس إلى هيئة الطيران المدني ومدى اتخاذها التدابير الإدارية والتشريعية لحفظ حقوق المسافر وحماية كمستهلك نهائي للخدمة، فهناك أسعار مبالغ فيها لا تنسجم أبدا مع الخدمة المقدمة، أصبح موظف شركات الطيران يقول لك بكل بساطة «إذا مو عاجبك روح اشتكي علينا " وهي عبارة لا تنسجم أبدًا مع أدبيات الاتصال والتواصل مع العميل، وحتى لو كتبت في الاستبيان عن عدم رضاك عن الخدمة لن يتواصل معك أحد، فالعملية لا تعدو كونها عملية لوجستية لا أكثر.

كل هذه الدلائل تشير إلى أن هناك ربما عدم ضبط ورقابة ومحاسبة من قبل هيئة الطيران المدني لشركات الطيران. كلنا يعلم بأن الشركات المختلفة تتحرك استثماريا وفق مبدأ العرض والطلب، هذا لا خلاف فيه لكن ليس بخبط عشواء.

نحن لدينا رؤية 2030 ولدينا أهداف، نريد أن نصل إلى 30 مليون سائح، لكننا غير موجودين في قائمة أفضل 20 شركة طيران في العالم حسب تصنيف «سكاي تراكس» الأخير.

وهناك نقطة في غاية الأهمية ينبغي على هيئة الطيران المدني إيضاحها، وهي كثرة الطائرات المتوقفة في مدرجات المطارات وهو ما عبر عنه أحد المختصين ببرامج التخزين، فمن غير المنطقي أن تشتري طائرات جديدة في 2016 و2017 و2018 و2019 وتخزنها، ثم تلعب على وتيرة رفع الأسعار وهي علامة استفهام فعلا كبيرة؟! ننتظر إيضاحا من هيئة الطيران المدني.