آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 9:58 م

من تشوه بصري.. إلى لوحة جمالية

السيد محمد المشعل

بينما كنتُ أتجول في منطقة تراثية بالقطيف وقعت عيناي مصادفةً على سيارة قديمة وتالفة من نوع ”مرسيدس“؛ فالتقطت صوراً لها لإبلاغ البلدية عنها كونها تشوّهاً بصرياً، وحينما التقطت صورة ”للسيارة التالفة“ من زاوية أخرى مع شجرة قُربها كانت يانعة بالزهور تحولت الصورة المشوهة للوحة جمالية!!

عرضت تلك الصورة على العديد من الأصدقاء الذين أبدوا إعجابهم ورغبتهم في تصوير ذلك التشوه.. ولكن استجابة للبلاغ تمت إزالة تلك السيارة التالفة قبل موعد التصوير.

ومن تلك الصورة ثارت في مخيلتي الكثير من الأفكار، أولها: كيف يتسنى لنا أن نلتقط الجمال ونجعل منه الصورة الذهنية الأسمى في نفوسنا ونحو واحتنا القطيف الجميلة، وثانيها: استيحاء الفكرة بإطلاق عنان العطاء لمبادرة فردية ومجتمعية يكون عنوانها: «تحويل التشوه البصري إلى لوحاتٍ جمالية»؛ وتحمل مسؤولية تحقيق الجمال وصناعة الفارق وإبراز وجه مدننا وبلداتنا إعلاميًا وواقعياً للوحة جمالية تسر الناظرين والسامعين، عبر تغليب قيم الخير والإيجابية وتفعيل دور الفن والإبداع فنحن ”باستطاعتنا صناعة الجمال حتى من الحجارة التي توضع لنا عثرة في الطريق..“

ولا يعني تحويل التشوه البصري إلى لوحة جمالية هو عدم معالجة تلك النتوء التي تشوه واحتنا الغناء، بقدر ما نكون فعالين وعمليين في تصحيح السلبيات والتشوهات لا مجرد إعلاميين وناشرين، ونُبدع في حُبنا كما يسعى الفنان المبدع لإضفاء المزيد على جماليات التراث والطبيعة ضمن لوحات إبداعه.

القطيف لوحتنا العريقة وواحتنا الخضراء الثمينة، قطيفنا المعشوقة التي نتغنَّى بحُبّها ونفتخر بانتماءنا إليها.. فلا بد علينا ترجمة هذا الحُب والانتماء واقعياً بالمبادرة لإظهار وإبراز جمالها وحُسنها وطاقاتها الإبداعية، لنجعل منها لوحةً مزدانة يفوح منها عبق التاريخ الثقافي وتملؤها زهور المستقبل الخلابة.

لنتحمل جميعاً مسؤولية تلك المعشوقة «القطيف» التي أعطتنا من خيراتها كل جميل وكانت ولا زالت داليةً الكرم ودانيةً العطاء.

لنسعَ لإظهار وإبراز صورتها البهيّة عبر منصاتنا الإعلامية المختلفة ونصنع المحتوى الذي يجعل من قطيفنا لوحةً جمالية سياحية ساحرة لكل من يقرأ عنها أو يمر بها.

القطيف المليحة لا يُليق بِحُسنها سوى فستانها الأخضر وشالها الأزرق، لنكن مسؤولين عليها حافظين لها مبدعين لأجلها.