آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 9:35 م

فَـجِـيْـعَـةُ الـدِّيـن

زكريا آل صفوان

فَـجِـيْـعَـةُ الـدِّيـن

كَذَا لِافْتِجَاعِ الدِّيْنِ فَلْيُجْمَعِ الجَمْعُ *** فَأَبْيَاتُ آلِ اللهِ قَدْ مَسَّهَا الرَّوْعُ
وَتُهْمَىٰ دِمَاءٌ مِنْ قُلُوْبٍ فَجِيْعَةٍ *** إِذَا العَيْنُ لَمْ يُسْعِفْ بِهَا مَحْجِرٌ دَمْعُ
وَتُرْمَىٰ مِنَ الرُّوْسِ العَمَائِمُ لِلـثَّــرَىٰ *** وَأَحْرَىٰ عَلَيْهَا مِنْ سَوَافِ الــثَّــرَىٰ وَضْعُ
وَتَنْكِيْسُ هَامَاتِ الرِّجَالِ تَفَجُّعَاً *** كَمَا نُـكِّـسَ الإِسْلَامُ وَاسْتُيْئِسَ الرَّفْعُ
وَلَطْمٌ عَلَىٰ صَدْرٍ وَخَمْشٌ لِأَوْجُهٍ *** وَتُعْطَىٰ النَّوَاصِيْ حَقَّهَا فِي العَزَا سَفْعُ
وَتَبْكِي البَوَاكِيْ وَالنَّحِيْبُ لَهُ شَجَىً  *** وَيَرْتَدُّ مِنْ أَقْصَى السَّـمَا بِالبُكَا الرَّجْعُ
وَتَزْدَانُ كُلُّ الأَرْضِ رَايَاتُ حُزْنِهَا *** وَسِرْبَالُ حُزْنٍ تَتَّخِذْ وَالأَسَىٰ دِرْعُ 
أَلَمْ تَرَ دِيْنُ اللهِ عُوْدٌ لَهُ انْحَنَىٰ *** وَأَضْحَىٰ كَسِيْرَ الظَّهْرِ فِيْ جَنْبِهِ قَطْعُ
وَأَرْكَانُ هَدْيِ اللهِ هُدَّتْ أَسَاسُهَا *** فَمِنْ أَيْنَ يُرْوَى الزَّرْعُ إِنْ كُـسِّـرَ الجِذْعُ
وَضَرْعٌ لِهَـٰذَا الدِّيْنِ غِيْلَتْ أُصُوْلُهُ *** فَمَنْ ذَا لِسُقْيَا النَّاسِ إِنْ جُفِّفَ الضَّرْعُ
وَأَنْهَارُ عِلْمٍ لَا تُرَامُ مُشَاعَةً *** فَيَأبَىٰ دُعَاةُ الجَهْلِ أَنْ يُوْرَدَ الــنَّــبْعُ
وَبِالعُرْوَةِ الوُثْقَى انْفِصَامٌ وَثُلْمَةٌ *** وَقَدْ عَزَّ بَعْدَ الفَصْمِ بِالرَّاقِعِ الرَّقْعُ
وَأَبْيَاتُ آلِ اللهِ يَنْعَقُ بَيْنَهَا *** غُرَابٌ بِصَوْتِ البَيْنِ أَنْ شُـتِّـتَ الجَمْعُ 
غَدَاةَ اجْتَرَىٰ أَشْقَى البَرِيَّةِ غِيْلَةً *** عَلَىٰ مَنْ بِهِ الأَذْكَارُ وَالوِتْرُ وَالشَّفْعُ
فَأَهْوَىٰ بِسَيْفِ الغَدْرِ يَبْغِيْ صَلَاتَهُ *** وَمِحْرَابُهَا فِيْ القَتْلِ كَانَتْ لَهُ النَّطْعُ 
أَكُفْؤٌ لِقَتْلِ المُرْتَضَىٰ مِثْلُ ابْنِ مُلْجَمٍ *** وَهَلْ كَانَ فِيْ سُوْحِ الوَغَىٰ يَعْدِلُ الشِّـسْعُ
وَفَجْرٌ تَمَنَّىٰ الشَّمْسَ يُخْسَفُ ضُوْؤُهَا *** وَيَجْرِيْ عَلَيْهَا مِنْ دَوَاعِي الفَنَا قَطْعُ
حِذَارَاً عَلَىٰ ضُوْءِ الحَيَاةِ وَنُوْرِهَا  *** فَلَيْتَ القَضَا يُمْحَىٰ وَلَيْتَ المُنَىٰ طَوْعُ
وَقَدْ آبَ آلُ اللهِ يَنْعَوْنَ فَقْدَهُ *** وَأَمْلَاكُ قُدْسٍ بِالبُكَا فِي السَّمَا يَنْعُوا
كَمَا آبَ مِنْ وَقْعِ المُصَابِ مَصَائِبٌ *** عَلَى الخُلْدِ لَمْ تُرْأَبْ وَلَمْ يُشْفِهَا النَّـجْعُ
فَلِلْمُصْطَفَىٰ فَقْدٌ تَعَصَّتْ جُرْوْحُهُ *** وَقَدْ عَادَ لِلأَوْجَاعِ مِنْ فَاطِمٍ ضِلْعُ
وَأَضْحَىٰ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ بِجُرْحِهِ *** وَقَدْ حُمَّ مِنْ حَتْمِ القَضَا فِي الوَلِي الـنَّـزْعُ
وَرَتْلُ الأَيَامَىٰ تَسْتَغِيْثُ وَدَمْعُهَا *** تَجَارَىٰ، وَمَا لِلْقَضَا فِيْ أَدْمُعٍ دَفْعُ 
كَأَنِّيْ بِهَا حَسْرَىٰ تَحُوْطُ وَلِيَّهَا *** وَبِاليُتْمِ فِيْ أَوْسَاطِهَا يُقْرَعُ السَّمْعُ 
وَبِالبَابِ أَفْوَاجُ المَلَائِكِ خُـشَّـعَاً *** وَكُلُّ المَلَا سَمْعٌ، وَكُلُّ المَلَا طَوْعُ
وَقَدْ كَانَ أَمْرُ الكَوْنِ رَهْنٌ بِأَمْرِهِ *** وَأَنْفَاسُهُ سِرٌّ بِهَا يُكْمَلُ الصُّنْعُ
فَهَـٰذَا مَلَاكُ المَوْتِ لِلْإِذْنِ طَالِبٌ  *** وَفِيْ أَمْرِهِ الـتَّـخْيِيْرُ إِمَّا يَشَا وِسْعُ 
فَلَا قَرَّ لِلْـشُّـمَّـاتِ عَيْنٌ بِفَقْدِهِ  *** وَلَا قَرَّ فِيْ أَصْقَاعِهِمْ فِي الدُّنَا صَقْعُ
وَلَا قَرَّ بِالأَعْيَادِ آلُ أُمَـيَّـةٍ *** وَأَبْيَاتُ آلِ اللهِ فِيْ حُزْنِهِمْ رُتْعُ