آخر تحديث: 27 / 12 / 2024م - 1:40 ص

وقفَات مع البَطَل الإنسانِي الخَالِد ابن أبي طالب.

جمال حسن المطوع

هوَ الحِكمَةُ والبَلاغَة، هوَ المَنطِقُ والفَصَاحَة، هوَ القُوةُ والشجَاعَة، هوَ الحَقُ والعَدَالَة، هوَ الإمَامُ الضُرغَام، راعِي الأيتَام والفُقرَاء حليفُ البِرُ والإحسَان وصاحِب الأفضال والامتنان.

نَقِفُ مُعجَبِين ومُنبَهِرين لِهذِه الشَخصِية العِملاقَة وكأنَنَا نتَجَوَل في رَوضةٌ بل دَوحَةٌ غَنَاء مُزهِرَة تَحتَارُ مِن أي القِطَاف تَقطُف وأيٌ مِنهَا تَنهَل وتَرتَشِف وعلى أيٌ مِنها تَغتَدِي ومِن أيُها تَرتَوي، حَارَّ الوَصفُ والتَحلِيل لِهذِه العَبقَرِية الفَذَة، فَلَها فِي كُلِ جَنبَة ضَوءٌ يُشَعشِع فِيه الهُدى والنُور والرُشدْ والرَشَاد، فَينقَشِع الظَلامُ إلى غَيرِ رَجعَة بَعدَ أن نَشَرَ الفَضِيلَة وحَارَبَ الرَذِيلَة وأقَام َالصَرحَ المُحَمَدِي بِنَهجٍ إسلامِي عَرِيق وأسلوبٍ إيمَاني عَمِيق يَرسَخ فِي الأفئِدَة والقُلوب إليهِ تَابِعَة مِن غَيرِ شِدَةٍ أو غَضَاضَة، كُلُ هذا وذَاك أتَى وتَحَقَقَ بِدَعمٍ وسَكِينَةٍ رَبَانِية وفِيوضَاتٍ إلهِية.

هَا نَحنُ نَعِيش ذِكرَى استشهاده بِإحيَاء مآثِره وكَرَامَاتِه ومناقبه وجِهَادِه ونِضَالِه، إنَهُ أميرُ المُؤمِنِينْ ويَعسُوبُ الدِين وقائِد الغُرْ المُحَجلين الإمامُ عَليُ بن أبِي طَالِب عليهِ السَلام الذي كَانَت حَياتُه مَضرَبَاً لِلعُظمَاء ونَهجَاً لِلأُدبَاء وعِزاً وفَخرَاً لِلضُعَفَاء وحَربَاً على الظَالِمِين والجُبنَاء، فَكَانَ سلام اللٰه عَليه أنموذجا مِثَالِياً لِلاقتداء ورَمزَاً بَارِزَاً لِلحُب والعَطَاء الإنسَانِي ومَنَارَةً لا تنطفئ لِلوُجُوُد البَشَرِي، قالع الباب وشَهِيدُ المِحرَاب.

فَسَلامٌ مِن اللٰه عَليكَ يا مَولاي يَومَ وُلِدتَ ويَومَ استشهدت ويَومَ تُبعَثُ حَيَا.