الكاتب السادة: في رمضان اكتشفت لذة السهر وافتقدت ”صالونة أمي“
جهات الإخبارية نداء آل سيف - القطيف
- رمضان هو شهر ترميم العلاقة مع الله ومع الناس.
- الشهر الفضيل بالنسبة لي فسحة للقراءة أكثر منه للكتابة.
- أتمنى لو ينقلب الإفطار الرمضاني إلى شريحة خبز وبيض وجبن.
استذكر الكاتب أثير السادة طفولته في شهر رمضان منوهاً إلى اكتشافه لذة السهر مع رفقة الحي، وقيامهم بتجربة مختلف الألعاب ككرة قدم، ونص عنبر والهول، والحجلة والجلينة.
وفي لقاء مفعم بالمشاعر، عبّر السادة عن شوقه لصالونة والدته في بدايات وظيفته بالسفانية.
فإلى نص الحوار:
بطاقة تعريفية؟
مواطن في الأربعينات من عمره، شارك في طفولته في توزيع القيمات والهريس على الجيران والأقارب، حتى إذا ما كبر صار يوزع الحكايات عن تلك الأيام.
ما يمثل لكم رمضان في الذاكرة الزمنية؟
رمضان فاصلة زمنية لاستعادة التركيز على العافية، عافية الدين والدنيا، وعافية العلاقة مع الأهل والأصدقاء.
ما هي المواقف الرمضانية العالقة في الذاكرة حتى الآن؟
صوت المايكرفون في الحسينية المجاورة وهو يخترق جدران غرفة النوم، كان يومها آخر مجلس رمضاني، وأنا في آخر فصل دراسي بالجامعة أتحضر لامتحان في الصباح الباكر..كلما عبر النوم من عيني طرده صوت الخطيب.. اللهم إني صائم.
أخبار سارة حدثت لكم في رمضان؟
ثبوت هلال العيد كان أكثر الأخبار مدعاة للسرور في نهاية هذا الشهر
باعتباركم كاتبا هل يؤثر شهر رمضان على عادات الكتابة عندك؟
في الأصل لا أملك عادات للكتابة، تأتي الفكرة فأنزوي جانبا لكتابتها، بالبيت، بالمكتب، بالمقهى، بالشارع، بالسيارة، في أي مكان،.. لكن رمضان له القدرة على قلب الأشياء رأسا على عقب، لذلك يصبح رمضان بالنسبة لي فسحة للقراءة أكثر منه للكتابة.
هل اختلفت الأجواء الرمضانية عن السابق كثيرا؟
لا شيء يبقى على حاله، نحن اختلفنا وليس رمضان، رمضان الطفولة ليس كرمضان المراهقة، ورمضان النضج وما بعد الزواج ليس كما قبله.. ربما طبيعة إدراكنا تغيرت أو لعلها اهتماماتنا هي ما تغير هنا. في ربيع التدين، كان رمضان موائد ثقافية مفتوحة في المساجد والحسينيات، وفي حماسة الأندية، كانت المباريات والمسابقات الرمضانية تعانق مزاج الشباب، واليوم لا أدري كيف هي أجواء رمضان خارج دائرة التزاور ومجالس الذكر.
ما تحمل من ذكريات الطفولة في شهر رمضان؟
اكتشاف لذة السهر مع رفقة الحي، وهم في الغالب من الأقارب، كنا يومها نعلق عيوننا فجرا على أطراف الطريق، نجرب أشكالا من اللعب الذي لا ينقطع إلا بانقطاع أنفاسنا وارتفاع حرارة الشمس..كرة قدم، نص عنبر، الهول، والحجلة والجلينة وغيرها.
هل صمت خارج الوطن وكيف وجدتم الأجواء الرمضانية في الخارج قياسا على البلد؟
لا عهد لي بالصيام خارج البلاد، كنت فقط بعيدا عن صالونة أمي في بدايات وظيفتي بالسفانية، ولأنها منطقة أعمال نائية لا يمكن تخيل أية أجواء رمضانية، ولولا وجبتي السحور والفطور لما بقي لرمضان من رائحة فيها.
من هم الأحباب الذين يحضرون في الذاكرة بمجرد دخول رمضان؟
تحضرني الأماكن أكثر من الأشخاص، ذاكرتي مثقلة بخرائط الأمس التي رسمناها بخطواتنا على الأرض، الأحباب مازالوا قريبين من قبضة الباب، نراهم، ونأنس بهم، لكن الأماكن تحولت وتغيرت، وبقي فقط عوالق الذكريات.
ما هي الوجبات الرئيسية المفضلة على المائدة الرمضانية؟
أول أسبوع من رمضان سيأخذني الحنين للصالونة، وبعدها سيبدأ الملل يتسلل وأتمنى لو ينقلب الإفطار الرمضاني إلى وجبة تشبه الفطور في أيامنا العادية، شريحة خبز وبيض وجبن.
هل تخصص وقتا للجانب الاجتماعي والعائلي في شهر رمضان؟
رمضان من بعد الأيام الثلاثة الأولى يسرع كالقطار، لذلك كلما فكرت بتخصيص وقت للتواصل الاجتماعي والعائلي وجدت الشهر قد انقضى.
هل تفضل الإفطار مع الأسرة الصغيرة أو العائلة الكبيرة؟
كلاهما مدعاة للبهجة، الأهم أن يكون الطعام صحيا وساخنا، وأن لا يغادر المؤذن من مكانه إلا وقد وصلت اللقمة إلى آخر البلعوم.
كلمة أخيرة:
لا تنتظروا ليلة القدر لكي تتخلصوا من عاداتكم السيئة، ولا لتقديم وعود جديدة للسماء، رمضان هو شهر ترميم العلاقة مع الله ومع الناس، كل يوم فيه هو تمرين على استعادة التوازن المفقود في حياتنا، ضعوا قلوبكم في الميزان قبل أن تزنوا أفعالكم وأقوالكم فيه، حتى لا يصبح الشهر الكريم مجرد نية طيبة مخبأة لليلة منذورة لمحو الصور القديمة لا أكثر.. وهنا أتوقف حتى لا أتحول إلى واعظ يجرم الناس وينسى نفسه.