أحبك يا حسن
أحبك يا حسن
يَا دهرُ مَا أنصفتَ كوثركَ الأَغَنْ**
حِبُّ النَّبيِّ محمَّدٍ وهو ”الحَسَنْ“
رجلُ السلامِ حمى الوئامَ تجمُّعًا**
أسهمتهُ صحبًا أذاقوهُ المِحَنْ
ما نالهُ غَير الخِيانةِ وَالأَذَى**
مِن طامِع أو جاحدٍ أو مَن ضَغَنْ
شتموهُ جهرًا أفخذوهُ بخنجرٍ**
سلبوهُ ما رقبوا لهُ بُعد الوَطَنْ
وهو الإِمامُ وقد رأى ما لَم يروا**
والحالُ ألجأهُ إلى ما قد وَزَنْ
أمضى الَّذي فيهِ صلاحُ حياتهمْ**
ولِيحفظَ الدِّينَ العزيزَ مِنَ الفِتَنْ
هُو سيِّدٌ قد بايعوهُ خليفةً**
لَكنْ شرتهُمْ شامُها فَغلا الثَّمَنْ
يا مَن تلومُ وأنت تعلمُ نُصحهُ**
هُو صادقٌ فِيما يقولُ ومُؤْتَمَنْ
ما كانَ ضعفًا في رُؤًى وشكيمةٍ**
ما كانَ خوفًا مِن حِمامٍ قد وَتَنْ
مَن كانَ سِبطَ محمَّدٍ وفتى عَلِيٍّ**
يحسبُ الموتَ المُخيفَ كما الوَسَنْ
قاد الجيوشَ لِحربِ جَمعٍ ما لهمْ**
أمنٌ وما عرفوا سِوى شَامِ الإِحَنْ
لَولا خِيانةُ جُندهِ ونفاقهمْ**
ما كانَ هادنَ كارهًا ولهمْ رَكَنْ
ما كانَ يأسًا أو صَغارًا أو هَوَىً**
لَكن رَنا خيرًا بدا ودمًا حَقَنْ
وأبانتِ الأيَّامُ رُشد فِعالهِ**
كشفتْ مدى ما قد توارى مِن رَدَنْ
هِيَ حكمةٌ فضحتْ فسادَ القومِ مِن**
قِدَمٍ وحقدًا فاح شرًّا مِنْ عَفَنْ
وعصابةُ الحقدِ الَّتي غدرتْ بهِ**
وسقتهُ سُمًّا في قليلٍ مِنْ لَبَنْ
فسما لِقبرٍ في جوارِ الجَّدِّ لَو**
لا مَن رغى: لا تدفنوا هذا البَدَنْ
لَولا وصيَّتهُ لما حصلوا على**
ما أمَّلوا... يَا لِلحُسيْن ومَنْ دَفَنْ
جاء البقيعَ بهِ يواريهِ هُنا**
كَ بِلوعةٍ في قلبهِ تذكي الشَّجَنْ
وهُناكَ ما يُؤذيهِ مِن صِغَرٍ فَيُخ**
فِي دمعهُ فالسِّرُّ يُنهِيهِ العَلَنْ
ما للبقيعِ مراقدُ الأحبابِ تش**
كُو كُلُّها أقسى جفاءً مُفْتَتَنْ
أنا زُرتهُ شوقًا ورُوحي قد هَفتْ**
ما إن رأتْ ماذا بنى هذا الحَزَنْ
ونظرتهُ والحادثاتُ لَها صدًى**
في مُهجتي حَيثُ الأسى يَطوي الزَّمَنْ
وبِحسرةٍ ودَّعتهُ رُوحي تُنا**
جِي ”سيِّدي“ وأنا أنادي ”أيْ حَسَنْ“
فَلهُ سلامٌ مِن مُحبٍّ عاذرٍ**
وهبَ الفؤاد لهُ وباتَ هُوَ السَّكَنْ