آخر تحديث: 7 / 5 / 2024م - 8:21 م

الاحترام في الحب لا في الكراهية

كاظم الشبيب

لا يستقيم الحب دون الاحترام المتبادل بين الحبيبين. وبمقدار ما ينتقص الاحترام في الحب ينقص الحماس في الحب. وبمقدار ما يتوقف الاحترام بين المحبين تنفتح أبواب نهاية علاقة الحب بينهما. الاحترام الذي يقوم على التقدير والمراعاة والإكرام والتبجيل يعزز مسيرة الحب ويمد في عمرها. بينما البديل يفضي للكراهية وهو الازدراء والتحقير والإهانة والإذلال، وبالتالي من الممكن أن يتحول الحب إلى كراهية وقد يفضي للعداوة أيضاً. ويشمل الحال العلاقة بين أهل الهويات المختلفة في الحب والكراهية بين الحب والازدراء.

تؤكد جميع الرسالات السماوية، من خلال القيم والعبادات، على احترام الإنسان بغض النظر عن لونه الذي ولد به. وعززت فكرة احترامه جميع المدارس الأخلاقية منذ آلاف السنين بغض النظر عن عرقه الذي نشاء عليه. ووافقت ثم وثقت الاحترام للإنسان جميع المواثيق العالمية والاتفاقيات الدولية بغض النظر عن طبيعة دينه وطائفته اللتان ترعرع تحت مظلتهما. فالاحترام خلق نتحلى به داخلياً كأفراد بحيث نكون أناساً محترمين، إلا أنه لا يكتسب قيمته كخلق إلا من خلال طابعه التبادلي، بمعنى أن الاحترام لا بد أن يتجسد بشكل تبادلي في علاقتنا بالآخرين بحيث نتعامل معهم باحترام كي يعاملونا هم باحترام مماثل. [1] 

الاحترام المتبادل بين المحبين، أو بين أهل الهويات المختلفة، هو مفتاح تماسك العلاقات، نجاحها، تطورها، ومن ثم خلق الأرضية القابلة لبناء هوية إنسانية جامعة عبر المشتركات الإنسانية كالقيم الأخلاقية والآداب الاجتماعية التي تحفظ كرامة الجميع وتصون روح النبل البشري السامي. فلا ينطوي الاحترام، كما قلنا، على الحب، إلا أنه لا يستقيم، كذلك، مع الكراهية وإهانة الآخرين واحتقارهم. وتتبدى الكراهية، بهذا المعنى، وكأنها محاولة حقيرة لنفي الاحترام عن الآخرين، وتصويرهم في صورة أناس حقيرين وتافهين ومهانين. وهذا هو المدلول المباشر لفعل الكراهية، فنحن حين نعبر عن كراهيتنا ضد الآخرين ونهينهم ونحقرهم إنما نستهدف سحب الاحترام عنهم، ونحن لا نقوم بذلك قبل أن ننزع من نفوسنا ما نكنه لهم من احترام. [2] 

في المقطع المرفق إفادة سريعة وقصيرة، مصطفى الآغا: إذا سقط الاحترام:

[1] [2]  ص 248 و250، كتاب: كراهيات منفلتة.