الكاتب الوحيد.. رمضان القطيف له مذاق خاص افتقدته في الغربة
جهات الإخبارية نداء آل سيف - القطيف
- رافقت أخي الأكبر الخطيب الحسيني أحمد الوحيد في جلساته مع الخطيبين البصارة والمسيري.
- جرّبت الصيام في الخارج ووجدته متعبا مع طول النهار وانعدام الأجواء العبادية.
- لا يؤثر شهر رمضان في ممارسة الكتابة بل أجد ازدحامًا في العناوين.
أكد الكاتب هلال الوحيد أن لشهر رمضان مذاقا طيبا في القطيف لا يُترك عن طيب نفس، منوها بأن الغربة اجبرته على تناول وجبة الإفطار وحيدا.
وفي لقاء ثري دعا الكاتب الوحيد إلى عدم الإثقال على العائلة بالطلبات المتعبة.
فإلى نص الحوار:
قبل الإجابة، وبعد الشكر الجزيل الوافر لكم، أوضح للقراء الكرام أن لقب كاتب أكبر مما أستحق، فإن كنت أكتب لكنني لست ”كاتبًا“. الكاتب والكتابة الجادة مرتبة لا يستحقها كل من خط خطًّا وكتب.
بطاقة تعريفية؟
هلال حسن إبراهيم الوحيد، مولود في جزيرة تاروت، درست وتخرجت في تخصص هندسة البترول من جامعة تلسا في ولاية أوكلاهوما في الولايات المتحدة الأمريكية مبتعثًا من شركة أرامكو عام 1984. أب لثلاث بنات يعملن طبيبات وولدين في مجال الجولوجيا وهندسة البترول. تركت العمل مع شركة أرامكو السعودية باكرًا مطلع عام 2017 للتفرغ للأمور الشخصيَّة.
ما يمثل لكم رمضان في الذاكرة الزمنية؟
شهر رمضان من أجمل شهور السنة ويحفر عميقًا في ذكرياته بكل تفاصيلها. هو محطة روحية واجتماعية وشخصية مجتمعة معا. نافذة يفتحها الله للعباد كل سنة، إذا أغلقت فإن علينا انتظار سنة كاملة، ومن يدري ماذا يكون في سنة كاملة!
ما هي المواقف الرمضانية العالقة في الذاكرة حتى الآن؟
من المواقف العالقة في الذاكرة مرافقة أخي الأكبر، الخطيب الحسيني الاستاذ أحمد الوحيد، في جلساته مع أصدقائه حتى ساعات متأخرة وقضاء الوقت في المسامرة ومطالعة الكتب، مثل منزل المرحوم الأستاذ عبد الرسول البصارى والخطيب المرحوم محمد المسيري، بالإضافة إلى منزلنا.
اخبار سارة حدثت لكم في رمضان؟
لابد أنه حصل لي الكثير من الأخبار السارة في شهر رمضان، لكن لا شيء على التحديد بقي في الذاكرة.
باعتباركم كاتبا هل يؤثر شهر رمضان على عادات الكتابة عندك؟
الوقت في شهر رمضان فيه بركة ونماء، وعلى كل حال لست ملزمًا بالكتابة إذا لم أرغب أو أستطع، لذلك لا يؤثر شهر رمضان فيما أكتب، بل أجد ازدحامًا في العناوين، أترك بعضها وأكتب في بعضٍ منها.
هل اختلفت الأجواء الرمضانية عن السابق كثيرا؟
اختلفت أجواء شهر رمضان في أشياء كثيرة! كنا نعيش في مجتمع صغير فيه تقنيات محدودة، الآن كبر المجتمع وتطور تقنيا، فلا بد أن يخلف هذا التغير اختلافا في أجواء شهر رمضان. كنا نقضي الكثير من الوقت في صحبة الأصدقاء عصرًا في انتظار ساعات الافطار، الآن باستطاعتنا الاستفادة من الوقت في القراءة والتواصل وإن كنا على بعد!
ما تحمل من ذكريات الطفولة في شهر رمضان؟
حجم الذاكرة الطفولية كبير جدا، فيه ذكريات اللعب مع الأقران حتى الساعات المتأخرة مع عدم وجود الكهرباء المنتظمة آنذاك، والجري خلف المسحراتي، وهكذا من لوازم الطفولة.
هل صمت خارج الوطن وكيف وجدتم الأجواء الرمضانية في الخارج قياسا على البلد؟
صمتُ في الخارج سنتين أو ثلاث. كانت صعبة، كان النهار أطول والأجواء العبادية معدومة، ولكم أن تتخيلوا وجبة الافطار منفردًا في الغربة. لشهر رمضان مذاق طيب في القطيف لا يترك عن طيب نفس.
من هم الأحباب الذين يحضرون في الذاكرة بمجرد دخول رمضان؟
ابنتان، الكبرى والوسطى، تسكنان الرياض، وتحضران إذا سمح لهما الوقت في شهر رمضان. لذلك كلتاهما والأحفاد يحضرون في الذاكرة عند دخول شهر رمضان، دون أن أنسى الوالد والوالدة - رحمهما الله - ومن ارتحل من الأرحام والأصدقاء عن الدنيا.
ما هي الوجبات الرئيسية المفضلة على المائدة الرمضانية؟
لا أكل مخصص عندي، فكل أكلٍ طيب مع العافية. ما تعده زوجتي وما يصلنا من الجيران، كله جميل وشهيّ. ومطلوب عدم الإثقال على العائلة بالطلبات المتعبة.
هل تخصص وقتا للجانب الاجتماعي والعائلي في شهر رمضان؟
نعم، للجانب الاجتماعي نصيب من الوقت في شهر رمضان. شهر رمضان في منطقتنا حافل بالفعاليات الجميلة المفيدة، سواء كانت المتكررة كل ليالي شهر رمضان أو تلك التي تأتي دون تخطيطٍ مسبق.
هل تفضل الإفطار مع الأسرة الصغيرة أو العائلة الكبيرة؟
الإفطار مع الأسرة أكثر راحة وخصوصية، وإن كان لا بد من الاستجابة في بعض الأحيان إذا لزم الأمر لدعوة إفطار من عزيز. حضورك ضيفًا في شهر رمضان يكسب المضيف أجرًا عظيمًا، والعكس صحيح أيضا.
كلمة أخيرة:
شهر رمضان، متجر فيه ما لا يحصى الفائدة في الدين والدنيا. شهر فيه نولد من جديد دون ذنوب ومعاصي، فما أكرمه من شهر وما أكرمه من رب! وما لا يدرك جلّه لا يترك كله في شهر رمضان وفي غيره من الشهور. كما أجد في هذا اللقاء فرصة لكي أعتذر للقراء الكرام عن الظهور المتكرر إذا لم يجدوا فيه فائدة وأن يغفروا لي كل خطأ غير مقصود.