قصص قصيرة جداً
مع نازك والملائكة أُغني
تراودني نملة، أختفي عنها، تبحث عني، تشتم رائحتي، تتسلل إلى مخدعي،
أرمي إليها قطعة سكر، تتركها وتتجه نحوي، ابتسم في وجهها، تخلع ملابسها، أغطي بيدي عيوني كي لا أرى عوراتها وأمسك باليد الأخرى فنجاناً..
تنفجر بكاء وعيونها كالبالون المملوء بالماء حينما يوخز بشوكة..
شخص من وراء الستارة يراقبها، يعض بأسنانه شفتيه ويفرك بحرارة كفيه ولسانه يهمس في أذنه: لم النملة لا تشمُ رائحتي..؟!!
صمت طوال أيام السنة، حينما قَدِمَ رمضان بدأ يغرد، ملأت الموسيقى أرجاء المدينة، ابتسم الناس، لكن أكثرهم بكى..!
عاد من رحلته، استقبلته مجموعة من الضفادع؛ إحداهن عرجاء..
لم يبتسم، لكنه لوح بيده نحو الجهة الأخرى، غادرت الضفادع، بقيت العرجاء، بقيت حتى الصباح ثم غادرت وهي ممسكة وردة، لكنها غير صفراء..!
أتناول الشاي بجوارها، أسترق النظرات إليها، تتظاهر لي بالخجل وتغطي جزءاً من وجهها، لكنها تبرز شيئاً من أنوثتها، يزداد ضعفي في وجودها..!
أهرب من أماكن تتواجد فيها.. أسدُ بابي ولا أقفز من فوق الجدار، أحفظ شريطاً في ذاكرتي، أسترجعه كلما أردت تناول كوباً من الشاي أو القهوة.
احتكمت الأم وابنتها عند قاضي المدينة، كلتاهما تعشق رجلاً واحداً؛ هو نفس الرجل.،!!
الرجل الهدف تحير أياً منهما يختار؛ يختار البنت لجمالها وبداية نمو أنوثتها، أم الأم ذات الأنوثة الطاغية والعقل الراجح..؟
خلع القاضي عباءته، واقترب من الفتاة، همس في أذنها: إنه يشبه أباك وهنالك غطاء آخر يدفئك أكثر حرارة منه..! أدركت الفتاة مغزى القاضي، خلعت عباءتها وقالت أنت كأبي، بل كجدي، وهو كزوج لي..!!
نسيتُ قبعتي في غرفتها،
اتهموني بقراءة الكتاب المقدس.!
زرته ذات صباح باكر ورحب بي كثيراً، لكنه طلب مني أن أجلس قليلاً؛ كي ينهي حواره مع نازك الملائكة التي زارته قبلي بلحظات، راق لي حوارهما الشعري وانتابتي شعور بالسلام على نازك لولا خوفي من قطع حوارهما، وكذلك خوف نازك من الكورونا..!!
يرتفع صوتهما تلك الليلة أثناء العشاء في بيت أمها، ينتهي خلافهما ويدلفان إلى منزلهما المتساقط طوبه، كأساً من الماء يتناول أحدهما، بعد تسعة أشهر وبضعة أيام تلد طفلاً يروي حكاية أبويه التي حدثت قبل أن يشرب أحدهما الماء قبل تسعة أشهر وبضعة أيامٍ..!!
تُصاب الأم بالخرس ويصاب الأب بعدم القدرة على ممارسة ذكورته مع جميلات الجن..!!
ظل يلاحقه ذنبه؛ اقترابه من زوجة أخيه أيام المراهقة..
قدم قربان التوبة، انتحر الثعلب، انسلخ من أرضه، أمطرت السماء عليها، هربت الغيوم، وتناثرت النجوم، لكن شبح الخطيئة مازال يلاحقه..!!