آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 4:37 ص

الشياطين المغلولة في الشهر الكريم

ليلى الزاهر *

وأزهرت الإنسانية بقدوم الشهر الكريم..

ذلك الشيطان الذي يطلّ من محجر الزمن الغابر أرعبته هذه الأيام!

صوتُ القرآن أبعدهُ!

ربما اصطدم بالشفع والوتر!

ماذا لو مات الشيطان؟!

آه يا صديقي الشيطان ما أعجب خذلانك لي في شهر الله، فأنا سعيدة جدًا لأنّك لملمت خيوطك السوداء وهممت بالرحيل.

أبتهلُ لله تعالى أن يكون رحيلك دون عودة.

حسْبُكَ أن تقرأ في القرآن عن سيرة الشيطان وسمعته السيئة التي رافقت تحركاته حتى تستعيذ منه وتكبح جماح رغباتك الشيطانية التي يمليها عليك هذا اللعين.

إنّه يصاحب الجميع الصالح والمفسد على السواء، ويظهر للأنبياء والرسل، له جبروته وتسلطه وجرأته التي تطاولت على الله تعالى فما يلبث أن يطوف في الأرض يفسد بين أهلها حتى يُطاول عنان السماء حيث تصل جرأته إلى أن يَتَنَصَّتُ على أسرار الملأ الأعلى.

بعضنا يقاوم هذا الشيطان والبعض الآخر يقع أسيرًا تحت قيوده السوداء.

لقد امتلأت المشاهد الرمضانية بكثير من العصاة المتجبرين الذين يُسيرهم الشيطان حسبما يحلو له.

وإذا بحثنا في قوله ﷺ حينما خطب إبّان دخول شهر رمضان: «.. والشياطين فيه مغلولة فاسألوا ربكم ألا يسلطها عليكم» نُصاب بالدهشة من هؤلاء الذين يعصون الله في شهر رمضان وبعضهم يجاهر بالمعصية وللأسف الشديد.

لقد فسر الكثير من العلماء «الشياطين المغلولة» بنزعات النفس الحيوانية وغرائزها الشريرة ففي قوله تعالى: ﴿وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ سورة البقرة: 208

المقصود بخطوات الشيطان هي الحسد والظلم.

وفي قوله ﷺ: «ما اجتمع رجل وامرأة في خلوة إلا كان الشيطان بينهما» والمقصود بالشيطان هنا هو الغريزة الجنسية.

ويأتي الشهر الفضيل يرتب ويهذّب جميع هذه الغرائز المنفلتة؛ فيكسر شوكتها، ويعصمنا من الرذائل.

إنّ ما نودّ سوقه في هذا المجال أن من واجب الإنسان على نفسه أن يتعهدها بالحماية من حبائل الشيطان فخضوع الإنسان لشيطنة نفسه يدفع ثمنها ندامة وحسرة. ومهما يكن من شيء فالتعامل مع الناس والنفس الأمارة بالسوء شيئان مهمان لابد أن يلتفت إليها الإنسان جيدًا في هذا الشهر الكريم، ويراجع تحليلاتها النهائية خاصة إذا أدركنا أن التعامل العفويّ مع البعض قد يؤذي مشاعرهم فكيف بالتعامل الجاف والكلمة السيئة المباشرة؟!

حفظنا الله تعالى من وسوسة الشيطان الرجيم وجنبنا الخوض في ما يغضب الله تعالى.