مدرسة خاصَّة أم عامَّة.. تجربة شخصيَّة!
قولوا عن تجربتي محدودة إن شئتم، وليست المدارس الخاصَّة متساوية في التعليم والإمكانيات، هذا صحيحٌ أيضًا. وكذلك المدارس الحكوميَّة من الجائز أن يكون بعضها أفضل من بعض، والطلَّاب ليسوا متساوين في المواهبِ العقليَّة. أرجو أن تكون تجاربكم مع المدارس الخصوصيَّة مثمرة واستفدتم منها في بناء مستقبلٍ رائع لأولادكم وبناتكم. تجربتي الأولى كانت مع اثنين من الأبناء - قبل سنوات - في إحدى مدارس القطيف، وتجربتي الحاليَّة مع خمسة من الأحفاد في إحدى المدارس في الرياض.
مدرسة ”خصوصيَّة“ لا تعني بالضرورة جودة وتميز في التعليم! والخلاصة التي توصلت لها في كلتا الحالتين هي معادلة بسيطة: مدرسة حكوميَّة ومتابعة تكميليَّة ”منزليَّة“ تنتج طالبًا متميزًا! أما غير ذلك فلا ضمان، مدرسة خصوصيَّة أم حكوميَّة. ذلك يعني أن أيّ مدرسة خصوصيَّة أم حكوميَّة - دون الشقّ المنزلي - نادرًا ما تصنع تلميذًا متفوقًا.
يمكن تعويض الفوارق بين المدرسة الخصوصيَّة والحكوميَّة بسهولة، ساعة واحدة في المنزل كل يوم مضافا لها بعض الكتب في اللغة الإنجليزية والمواد العلميَّة، وهي متوفرة في المكاتب، ساعدتني كثيرًا مع الأبناء والبنات، وكانت النتائج جدّ مقبولة!
أتعرفون كم تكلف السنة التعليميَّة لطالبٍ واحد في مدرسة خصوصيَّة في هذه الآونة؟ أترك لكم التحزير! كيف إذًا بمن عنده أكثر من طالب في مدرسةٍ خصوصيَّة؟ وهذه الرسوم عادةً ما تزداد بتقدم المرحلة التعليميَّة!
ماذا يشغل الأب القادر - والأم - عن قضاء ساعة كل يوم في الاستثمار المباشر في مستقبل الأبناء والبنات؟ من يجرب هذا الاستثمار يجد فيه متعةً وتوفيرًا ماديًّا كبيرًا وجرعة من الصبر وفهمًا لمعاناة المدرسين، والأهم من ذلك فرصة أكبر للقبول في الجامعة في حال أكمل معهم المشوار الشخصيّ في التدريب على امتحاناتِ القبول.
ما تحتاجونه للتدريب على امتحانات القبول هو فهم الاستراتيجية وجمع المواد المتوفرة وساعة مؤقت! دربوهم على الطريقة، وأعطوهم الأمثلة مع ابتكار أمثلةٍ أخرى من أدمغتكم ما أمكن، وراقبوا زمن التوصل إلى الإجابة الصحيحة، سوف تعجبكم النتائج. أما إذا تركتم الحبلَ على الغارب، سوف يحصل الأبناء والبنات على معدّل في امتحان القدرات قد لا يكفي للتنافس مع أقرانهم، إلا إذا كانوا بارعين!
خلاصة نصيحتي للقرَّاء الكرام: أسسوا لتعليم الأبناء باكرًا في حياتهم، بالمال والوقت والجهد، هو أعظم استثمار في حياتكم. بعد ذلك يأتي اليوم الذي يقول فيه الأولاد والبنات: رحمَ الله أبانا وأمَّنا، علَّمانا واهتما بمستقبلنا! إنّ خير ما تورثونهم العلم والأدب، وما أشقى الجاهل في هذه الحياة، وإن كانَ ذا مال!