أبو طالب.. عبق السماء
أبو طالب.. عبق السماء
كتبت قبل عشر سنوات.. هذه التعليقات وهذه العبائر الطالبية.. وجدتها بين قصاصات ورقية.. مازالت على قيد البقاء..
*أبو طالب.. ابتكرأحضان الشِّعب، وتوحد بمحبوبه الأشهى..
إنه إعجاز عبقرية النبوة.
*أبو طالب..
عبق السماء المنثور على سدرة المنتهى، وشهية وحيٍ نازلٍ على شفق الأيام
*أبو طالب..
غصنٌ من شجرة الوحي.. وفرع من فروع النبوة
أبو طالب..
ديفَ ماؤه بكلمة "كن"
فتشجرت عروقه بساق عرش. اليقين،
وتوضأ الكون بوعاء ذاكرتهِ.. فأصبح كلُّ شيءٍ به حياًّ
*أبو طالب..
معجونةٌ برسول الله ضحكتُهُ
ودمعه آيةٌ من سورةِ الرسلِ
*أبو طالب..
تنفس صبحه رائحة الحب الرسولي
واستمرأتْ شفتاه لذةَ الألوهةِ بإيماضة جذب الأزل.
فامتلأتْ رئتاه بماء الأبد المصفّى،
فاستوى هيكلهمن رشالى أقداحِ قلمِ القدرة الأتمِّ
فأصبح كلمة لا يعتريها العدم.
*أبو طالب..
همزةٌ تجيد الوصل بين وشائج دفء مشاعرِ كونِ الكرامة وإباء البائع الإنسانية..
همزةٌ تستضيف كل حروف الأمل والبطولة. وتؤثث أرجاء ذاكرتها بعبائر الشوق، وعزائم آيات النصر والأنفة
فهو همزة الحقيقة الإلهية.
*أبو طالب..
انصهر في ذات الله قلبه، فأورى زناد عشقهِ بلهيب منتجاته، وكتم عن الأغيار حسيس خلجاتهِ، لم تفضحهُ العيون في حالات أُنسهِ بخلوة التفردِ... حين يقوم هزيعا من آناءِ عبادته..
شرابه ظمأ اللهفة، وطعامهُ زاد العفةِ، باطنه الكمال، وظاهره الجلال.
*أبو طالب..
فتحت له السماءُ مداميكها فصعد على درانيك البهاء والضياء، معارجه مع إيلاف ِملائكةِ الآلاء والكبرياء.. خلعت عليه المهابةُ أردانها، وزررتِ البطولةُ به قمصانها، فتجلببت مروءتهُ برداء العظمة، وتوشحت كلماتهُ قشيب البيان وملاءةَ الفصاحة..
إذا رأته العيونُ جحظتْ مبهورةً بأوصاف المحمديةِ المنسدلةِ على قسماتهِ
تتفيأُ بظلِّ ملامحهِ الأوقاتُ
*أبو طالب..
في يوم رحيلهِ.. روّى عطيشَ الأرضِ فقدانُهُ.. فهو السائرُ بجنتهِ بين جنباتهِ
وحارثُ تربة المحبة ببسماتهِ..
إن سكب ذات رحيلٍ فانطأَتْ كلُّ مرايا النبوة
وكته شهقة العرش بمآقي الشهادة...