آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

فاستمِع لما يُوحى

فاستمِع لما يُوحى

نايٌ على شفتيَّ
رجْعُهُ انهمرا
من أيِّ نافذةٍ للغيبِ قد عبرا ؟!

فاسّاقطَ البوحُ مخمورًا بأغنيتي
وكلما مسّهُ المعنى
هوىً سكَرا

وراح يرشِفُ من قلبي
أناقتهُ
وفي معارجِ صوتي
سحرهُ انغمرا
 
يُسبّحُ الشعرَ
مذ أغوَتهُ فاطمةٌ
فتنتشي من صداهُ سورةُ الشُعَرا

ويحتفي باسمِها القدُّوسِ مندفقًا
في سَكرةِ النَصِّ
لمّا بالجنونِ سرى

وكلما انسربت للروحِ
أحرفُه
تمازج اللحنُ بالموّالِ وانتثرا

وعلّق الليلُ أوهامًا
بأوردتي
وفي عروقِ فمي
نجوايَ والسهرا 

كأنّيَ الطيفُ
والمرآةُ دهشتُه
مذ كانني المستحيلُ واستوى بشرا

نبيةُ الحزن..
آيِي لحنُ أغنيةٍ
أتى بها وحيُ حزنائيلَ مذ أُمِرا

ليستعيرَ من الأيامِ
معجزةً
قبل الخليقةِ أسراها لغارِ حِرا !

وكلما نزّ بالمسرى
قصائدهُ
تعالقَ الشعرُ والقرآنُ
حين سرى

مُعاودًا سرَّهُ المخبوءَ
في لغتي
عشرون عَودًا بِحَلقِ الكون قد نُذِرا

عشرون عَودًا
وماااافي الأرض من سعةٍ
لنصفِ موتٍ
على جثمانيَ انشطرا ! 

******* 
في هاجس الوقتِ
كان العمرُ أحجيةً
لما شدَدْتُ على أقواسهِ الوترا

وعندما راوَدَت روحي
نبوءتُها
على سؤالاتهِ موسايَ ما اصطبرا

فرمّمَ الصدعَ
مشفوعًا برحمتهِ:
منديلُه حين واسى دمعةَ الفُقَرا

جاورتُهُ..
أقتفي جرحًا على يدهِ
كي يبلغَ القلبُ في عرفانِهِ الخَضِرا

كي أبلغَ الربَّ في معناهُ
عارفةً سرَّ انزياحي عن المعنى الذي هُدِرا

وحينما شاءني المنفى
مبعثرةً بالتيهِ
لم أتّبع لعودتي أثرا

هناك..
حيثُ الوجودُ محضُ زوبعةٍ
وحيثُ قلبي على عصيانهِ فُطِرااااا

أعلِّقُ الشكَّ في أقصى أضالعِهِ
وأتركُ الطينَ
مغلولًا بما شعرا

وأشهق الزمنَ المرتابَ في أبدي
لمّا يعود غدي والأمسُ
محضُ ذُرى

وأسألُ الدربَ
والإعصارُ يعبث بي
عن النهايةِ للتسآلِ كيف تُرى؟!

عن لحظةٍ
لم تزل بالوهمِ عالقةً
آنستُ فيها ضباب اللغزِ منسدرا

وعن مساءٍ عتيقٍ
ضلَّ وجهتَهُ
وعن غريبٍ به قد أدمنَ السفرا

وعن مشيئةِ إيقاعٍ بشهقتهِ
يراوغ العمرَ
حتى يُعجِزَ القدرا

وعن كثافةِ رمزٍ
لا أؤوِّلُهُ
إلا ليقدحَ في أعماقيَ الصُوَرا

وعن صلاةٍ مشت للهِ
حافيةً
لكي تهدهدَ في إنسانيَ المَدَرا

وعن يقينٍ بمحرابي تلبّسَهُ
من قبل أن يبتدي أيامهُ
احتضرا

أعادَ في لحظةِ التكوينِ
أوّلَهُ
وزجَّ في طينتي موتاتهُ الأُخَرا

فراوغ الوقتُ ضِدّا وقتهُ
بمتى
وباللماذاتِ قلبي أرّقَ العُمُرا!

**** 
حتى اذا ما استفاقت روحُ مِحبرتي
ورتّبَ الوحيُ أسراري
بما حبَرا:

أضداديَ الألفُ صلّوا خلف أسئلتي
خمسين فرضًا
لربّ الشِعر قد وُتِرا

وعلّقوا في جهاتِ الأرضِ
قاطبةً
صوتي الذي مرّ بالمعنى
وما انتظرا

فخان كلُّ مجازٍ فِيَّ لثغتَهُ
وطفلهُ بانسفاحِ الرمزِ 
قد كبرا
 
وكلما أنجبَ القاموسُ
خيبَتهُ
وهزّ في مهدهِ شكوايَ
والضجرا:
 
ربّيتُ شكي
ولا أدري متى انعقدت بي نطفةُ الوهمِ
حتى نسلهُ اشتجرا

إخالني
من أديم الخوفِ نازحةً
وفي خريطة إحساسي
أُرى كِسَرا

تناقضي ترجمان الزيفِ
يلبسني
ليكشف الشعرُ
ما عن جسميَ انحسرا

كأنما الكلماتُ
كُنّ في قلقٍ أن يستبيحَ المجازُ كلَّ ما ابتكرا

فيستحيلُ بنَصّ الطين
عاصفةً
في لوحيَ القدريّ وقتما سُطِرا

وتصهلُ الريحُ في أخرايَ
حائرةً
علّي أرى الكونَ في أوهامها
وأُرى...

علّي أصوغُ سرابًا من توجّسهِ
قبل الزمانِ ارتوى باليُبسِ
فانتحرااااااااا

***** 
أعدُّها
منذ قرنٍ كلَّ أسئلتي
فلا يجيبُ سوى اللاشيء
معتذرا

يا بنت وهمكِ إنّ الله منسربٌ
في كُلِّ وجهٍ تهامى وجهه
وسرى

فوق التصوّرِ.. لا أينٌ يُؤَيِّنهُ
ولا متًى قدريةً ولا أُطُرا

موزعٌ فيه كل الكونِ
مستترٌ
فكيف يظهرُ من في حسنه استترا؟ 

ما كان يؤمن شكي في حقيقته
لأن شكي
بإيمانينِ...
قد............
كفرا !.....
 
لأن شكي
بإيمانينِ...
قد............
كفرا !.....

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
زكريا ال صفوان
[ القطيف ]: 18 / 4 / 2022م - 10:04 ص
كلمة رائعة اقل من ان تصف هذه الكلمات والتناسق والصور التي احتوتها هذه المعزوفة الشعرية … شكرا لك وللصدفة التي جعلتني اقرأ هذه الكلمات