3 عوامل وراء الارتفاع الصاروخي لأسعار الطماطم بالأسواق المحلية
الفترة الواحدة للحراج والمقابل المالي وتداعيات ”كورونا“..
تسببت 3 عوامل في الارتفاع الصاروخي لأسعار الطماطم في الأسواق، مع بداية شهر رمضان المبارك، والتي تجاوزت حاجز ال35 ريالًا ”الجملة“، فيما لم يتجاوز سعرها قبل الشهر الفضيل 18 ريالًا.
وتوقع مزارعون استمرار الأسعار فوق المعدل الطبيعي حتى نهاية شهر رمضان المبارك، وأن الفجوة الكبيرة في ميزان العرض والطلب يعزز استمرار أسعار الطماطم في الارتفاع.
وأوضحوا أن المنطقة الشرقية والخرج يمثلون العمود الفقري لدعم الأسواق المحلية بالطماطم في المرحلة الحالية، مؤكدين أن الإنتاج اليومي لمزارع المنطقة الشرقية يقارب 20 ألف صندوق، فيما يذهب 40% من الإنتاج للعديد من مناطق المملكة مثل تبوك وعرعر وحائل.
وقال علي مرزوق ”مزارع“: إن العامل الأول لارتفاع أسعار الطماطم في الأسواق المحلية مرتبط بالفترة الواحدة لحراج الإنتاج الزراعي الوطني، لافتًا إلى أن عملية تفريغ الإنتاج الكبير لنحو 185 مزارعًا في المنطقة الشرقية ليست متاحة مع تحديد ساعات العمل من الساعة 5 فجرا - 9 صباحا.
وأضاف: عدد المواقف في مظلة الإنتاج الوطني غير قادرة على استيعاب عدد المركبات المحملة، حيث لا يتجاوز عدد المواقف 24 موقفًا، مؤكدًا أن أزمة المواقف دفعت بعض المزارع لتقليص حجم مساحات الزراعة؛ تفاديًا لمزيد من الخسائر.
وتابع أن غالبية المزارعين تعرضوا لخسائر كبيرة في الموسم الماضي، ما دفع العديد لمحاولة تفادي الخسائر بتقليص مساحات الحقول خلال الموسم الحالي، فالمزرعة التي كانت تزرع 100 بيت محمي قلصت الزراعة إلى 50 بيتا محميا في الموسم الحالي، داعيًا الجهات المختصة لمعالجة الوضع بما يسهم في استقرار الأسواق.
بدوره أوضح عبد الحكيم المحفوظ ”مزارع“ أن المقابل المالي المفروض على المزارعين من قبل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية يمثل العامل الثاني، وأن التكاليف الكبيرة للمقابل المالي البالغ 9800 ريال للعامل دفعت بعض المزارعين للتحول لأنشطة أخرى.
وأكد أن الوزارة تفرض المقابل المالي على جميع العاملين في الزراعة، ما يكلف المزارع نحو 20 ألف ريال سنويًا مع وجود 20 عاملًا، مشيرًا إلى أن أسعار الطماطم كانت متدنية للغاية في الموسم الماضي، بحيث لا تغطي التكاليف الحقيقية، ولا يتجاوز سعر الصندوق 3 ريالات، فيما سعر صندوق الفيلين 110 هل له.
وأشار إلى ارتفاع أسعار الأسمدة الكيماوية في الموسم الحالي، فارتفع سعر اليوريا إلى 150 ريالا مقابل 55 ريالا للكيس ”25 كغم“ في بداية الموسم، فيما وصل سعر المركبات 250 ريالا مقابل 110 ريالا للكيس ”25 كغم“، مبينًا أن اليوريا يمثل 60% من الأسمدة المستخدمة في الزراعة، حيث يستهلك البيت المحمي 150 كغم طيلة الموسم الزراعي من اليوريا والمركبات الأخرى.
وأكد حسين مدن ”مزارع“ أن العامل الثالث يتمثل في تداعيات جائحة كورونا، نظرًا لعدم قدرة المستثمرين على تسديد تكاليف عودة تلك العمالة من بلدانها، مشيرًا إلى أن أسعار الطماطم مرشحة لمزيد من الارتفاع في حال استمرت الأوضاع الحالية.
وبين أن أسعار الطماطم بدأت في الارتفاع التدريجي مع انتهاء المواسم الزراعية في مختلف مناطق المملكة، مؤكدًا أن الأسواق المحلية تعتمد بشكل كبير على إنتاج المنطقة الشرقية والخرج حاليًا.
وأوضح مزارع المنطقة الشرقية والخرج قلصت مساحات زراعة الطماطم في الموسم الحالي، لافتًا إلى أن بعض المزارع الواقعة غرب مطار الملك فهد الدولي بالدمام تحولت إلى منتجات أخرى بدلا من زراعة الطماطم نتيجة تعرضها في الموسم الماضي لخسائر كبيرة.













