آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 1:52 ص

شريان الحياة

عبد الرزاق الكوي

عرفت البشرية منذ آلاف السنين النفط والغاز الطبيعي، لاحظ الإنسان القديم في أماكن متعددة من العالم النيران تشتعل باستمرار من أماكن معينة من باطن الأرض، لم يدرك قيمته وأهميته وما اسمه وما سوف يصل له من مكانة عالمية، إنه شريان العالم المعاصر الغاز الطبيعي الذي نتج عن كائنات أولية تراكمت على مر السنين في طبقات الأرض والمحيطات ومع الضغط والحرارة تحولت هذه البقايا بعد آلاف السنين إلى نفط وغاز طبيعي، وهو يعتبر أخف من النفط حيث يكون أعلى من طبقة النفط ويكون مصاحبا له أو يستخرج من حقول مستقلة، كانت هذه الثروة العظيمة في فترات سابقة تحرق من أجل التخلص منها وعدم معرفة قيمتها وأهميتها، بل كان أثناء حفر آبار النفط ويكشف أنها تحتوي على غاز فقط يهجر هذا الحقل لعدم الجدوى منه.

اليوم الغاز الطبيعي أصبح شريان الحياة حيث تطور يوما بعد يوم وأصبح الشغل الشاغل للعالم ويتحكم في تقدم البشرية وتقوم بسببه صراعات وحروب ومخططات خفية وظاهرة في تسابق حميم من أجل الاستحواذ أو عدم الانقطاع، اليوم يعتبر مصدرا رئيسيا وحيويا في إمداد العالم بالطاقة، يستخدم في كثير من الأمور الحياتية التي تتحكم في مسيرة الإنسانية والحل الراهن لما تحتاجه البشرية لتنمية مجتمعاتها وتقدمها في العصر المعاصر والمستقبل المنظور لما يتميز به من مزايا لا توجد في غيره، يعتبر صديقا للبيئة لأنه أقل تلوثا للجو مقارنة بأنواع الوقود الأخرى، خصوصا مع كثرة وتعدد استخدامه اليومي ويتحكم بأكثر نشاطات البشرية من مواصلات وكهرباء وتحلية مياه ومصانع والاستخدامات المنزلية وغيرها من الضروريات الحياتية.

اليوم يتسابق الجميع في ضمان عدم انقطاعه، فالعالم على قدم وساق في كيفية استمراريته ووصوله بسلام عن طريق السفن العابرة للمحيطات أو عن طريق الأنابيب العابرة للبلدان والمحيطات.

وكل ما تقدمت البشرية تكنولوجيًا زادت التكنولوجيا من أهمية هذا المنتج وتطور استخداماته والبحث عنه ونقله وكلما ازداد عدد سكانها احتاجت أكثر لهذا المصدر، فالعالم المتقدم يستهلك أضعاف ما تستهلكه العالم كمادة أولية لعدد كبير من الصناعات البتروكيماوية، يتسابق الجميع في توقيع عقود طويلة الأجل لضمان وصوله.

هذا المنتج يكفي البشرية مئات السنين ولكن طمع الإنسان وحبه للاستحواذ، يشعل العالم حروبا لتكون له الحصة الكبرى في السيطرة على خيرات البشرية بغير وجه حق.