آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 2:20 ص

شهر رمضان والذكريات

محمد المبارك

يأبى القلم إلا أن يشارك المؤمنون فرحتهم بشهر الخير في كل عام، كيف لا ولهذا الشهر الكريم ما لا يحصى من الفضل والبركة فقد روي عن رسول الله ﷺ، أنه قال «هذا شهر رمضان جاءكم تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتسلسل فيه الشياطين» [1] .

وقال في فضله أيضاً «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر» [2] .

وكذلك وكما قلنا سابقاً حرصاً على الكتابة فيه وفي فضله في كثير من سنوات سابقة فقد كتبت «شهر رمضان بين الأدعية والمسلسلات - أخلاقنا في شهر رمضان - شهر رمضان في ذاكرتي - من ذكريات الطفولة في شهر رمضان...» وغيرها من الموضوعات والمقالات.

وقد كانت لنا مشاركات لها ذكرياتها الخاصة في شهر رمضان ومنها استطلاع رأي بعض مثقفي الاحساء وذكرياتهم في شهر رمضان في مجلة اليمامة بتنسيق الإعلامي والكاتب الجميل الأستاذ هاني الحجي وقد شارك في ذلك الاستطلاع المرحوم الأستاذ علي الغوينم «رحمه الله» والإعلامي الأستاذ عبدالله الجاسم والشاعرة الأستاذة تهاني الصبيح بالإضافة إلى كاتب هذه السطور التي أمامكم.

ويبقى شهر رمضان له ذكرياته الخاصة سواء على المستوى الديني أو الثقافي أو الاجتماعي فكثيراً هي الذكريات الماتعة في هذا الشهر الفضيل فكم أتذكّر في تلك السنة في حدود عام 1436 هـ، عندما كنت وصديقي المرحوم زهير علي شريدة المحمد علي «رحمه الله» في محافظة القطيف وقد حلَّ وقت الإفطار كيف كنّا نتنقل من شارع إلى آخر للبحث عن مطعم للإفطار فيه وقد كان بالإمكان الإفطار مع أو في بيت أحد الأصدقاء في القطيف لكن فضّلنا ذلك لتكون له ذكرى خاصة.

وتظل عالقة في ذهني تلك الرحلة الجميلة إلى مملكة البحرين في حدود عام 1434 هـ، مع مجموعة من الأصدقاء لشراء بعض الكتب من هناك ولما جاء وقت الإفطار دخلنا إلى أحد المطاعم وكانت ميزانية الرحلة أن يدفع كل واحد منّا مئة ريال فما كان منّا إلا أن أكلنا كل الميزانية في الإفطار في ذلك المطعم فخرج الكل وقد أخذ منه الضحك الهستيري كل مأخذ.

وأتذكر أخيراً مصاحبتي للصديق الشيخ حبيب الهلال إلى القطيف والإفطار عند أحد المشايخ هناك وكيف كانت ليلة مميزة بحق في أجواء شهر رمضان الفضيل.

نسأل المولى الكريم أن يجعله شهر خير وعطاء ورحمة ومغفرة وأن يعمّ أرجاء بلاد الإسلام الأمن والأمان وأن يوفق المسلمين لنيل مرضاته أنه سميع مجيب.


[1]  أخرجه النسائي في سننه، كتاب الصيام، حديث رقم «2088».

[2]  أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة، حديث رقم «370».