آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

الأزمة الاقتصادية العالمية

عبد الرزاق الكوي

كان العالم يعيش على الأمل بانتهاء وباء كورونا وما خلفه من تداعيات هزت العالم، تأتي الأزمة الأوكرانية لتأخذ العالم إلى واقع من التأزم وتؤثر على مجمل الحياة البشرية ليصبح الواقع البشري غارق في السوادية بدأت نتائجه الاقتصادية وارتفاع الأسعار بشكل مستمر، لتزيد معاناة الناس معاناة أخرى وخصوصا المبتلين بضنك العيش قبل هذه الأزمة، اقتصادهم المتردي أساسا، أزمة الأوكرانية تفاقم وضعهم المعيشي، ليصل إلى مستوى كارثي، تعيش فيه البشرية مفترق طرق وتواجه تحديات كبيرة لا تستطيع التكيف معها بظروفها الاقتصادية المتردية اعتماد بعضها على المعونات الاقتصادية وكذلك جاءت الأزمة الأوكرانية لتزيد الطين بله لانقطاع القمح اعتماد كثير من دول العالم على القمح الروسي والأوكراني وغيرها من المستلزمات الضرورية، دولة أوكرانيا تعتبر سلة الخبز إلى أوروبا ولا تقل روسيا أهمية للعالم بشكل عام والشرق الأوسط بشكل خاص، فالوضع المتأزم يضع العالم على المحك وزادت الأمور سوءا بانقطاع الإمدادات بسبب الحرب مما نتج عنه ارتفاع أسعار كثير من السلع وزيادة أعداد الجوعى في العالم النامي.

فإذا كانت أوكرانيا سلة الخبز إلى دول أوروبا توجد بلدان عربية كثيرة تتمتع بالأراضي الخصبة ووفرة المياه بمقدورها أن تكون سلة غذاء للعالم وليس للدول العربية، لكن لا حياة لمن تنادي اشتغل الشرق الأوسط بالحروب فدمرت بنيته الاقتصادية وأصبح عالة على غيره وفي مهب الريح يترنح مع أي أزمة عالمية، لا توجد خطط مستقبلية ولا تفكير استراتيجي لتطوير برامج ينتفع منها الجميع ويكون مردودها واقع اقتصادي أفضل وأمن غذائي مستدام، بدلا من الانتظار ومد اليد والاستعطاف من يمد لهم العون صحيا أو اقتصاديا وتوابع ذلك كثيرة من التبعية السياسية والمواقف المصيرية المؤثرة، رغم وجود وفرة مالية في بعض الدول باستطاعتها استغلال ذلك ليعم الخير الجميع، فالأزمة الحالية قطع فيها القمح ولا سامح الله لو وجدت أزمة في بلد مصدر للرز جاع الجميع فالعالم النامي والشرق الأوسط يستورد أغلب مواده الغذائية من الخارج.

فالأزمة إذا كانت تهدد الأمن الغذائي العالمي توجد دول عندها وفره مالية وبالتأكيد أوكرانيا تمد حلفاءها أولا بالقمح بدلا من أطنان العتاد العسكري المرسل لها، وليس في تفكيرها ما سوف يؤثر انقطاع القمح عن العالم الثالث رغم أن الأزمة في بدايتها على أمل وأمنيات أن تقف هذه الحرب الكارثية التي سيبقى تأثيرها على المستقبل المنظور.

فالضعيف ليس معترفا بها في هذا الصخب والضجيج العالمي صوته لا يسمع واستغاثته لا تجدي، بضعفه يستخدم وقت الحاجة تحت ضغوطات خارجية يستفاد من خدماته مقابل حفنة من المساعدات، اليوم الحروب لا تؤثر على الدولتين المتحاربتين فقط بل يعم شرها كل أرجاء العالم، المجاعة تتزايد وسوء التغذية يبلغ مداه والأيام القادمة تشهد بواقع من التقهقر والتراجع على المستوى الاقتصادي العالمي بشكل عام.