”الغائب الحاضر“.. كتاب يرصد رحلة ”حسن الجشي“ في خدمة القطيف
أقيمت مساء أمس، أمسية ثقافية لتوقيع كتاب ”الغائب الحاضر“،”حسن بن صالح الجشي - أبو شوقي“، الذي تُوفي قبل أكثر من 50 عامًا، وترك آثارًا إيجابية كثيرة في القطيف.
وكان الجشي رمزًا من رموز المنطقة في الخمسينيات والستينيات، وتقلد مناصب قيادية هامة، مثل رئاسة البلدية، والمجلس البلدي، وأسهم في تنفيذ مبادرات ثقافية واجتماعية كثيرة، كان لها أثرًا بالغًا في نفوس الناس.
يقع الكتاب في 175 صفحة، تزخر بالمعلومات المفصلة حول سيرته الشخصية والمهنية، والمشاريع التي أنجزها، مدعومة بالصور النادرة لتلك الحقبة.
نظم الأمسية فريق عمل بقيادة شوقي الجشي، ابن المرحوم، الذي شكر الجميع على حضورهم، وقدم هدايا تذكارية لمن ساهموا في إعداد الكتاب، وشاركوا في إحياء الأمسية.
وألقى ”علي الجشي“ كلمة، شرح فيها فكرة فكرة إصدار هذا الكتاب، قائلًا: ”من يتأمل تاريخ منطقتنا، يجد أن هناك حلقات مفقودة، أو على الأقل غير واضحة في تبيان عناصر قوتها، ولما كان عنصر القوة البشرية هو أهم العناصر التي تبين مكانة المجتمعات والأمم، نجد أن الكثير من شخصيات هذه المنطقة، رجالًا ونساءً، من الذين ساهموا في بنائها، والمحافظة عليها، وإبقاء ذكرها، مجهولين أو مغمورين، أو منسيين“.
وأكمل: ”نعم، هناك توثيق لبعض أعلام المنطقة الذين اشتغلوا بالعلوم الدينية، وبعض الشعراء، لكن توثيق سير الشخصيات الاجتماعية العاملة، يكاد يكون معدومًا“.
وبين أن إغفال سير هؤلاء الرجال، يحرم المجتمع حسه العميق بتاريخه والارتباط بجذروه، ما لا يساعد في ثبات المجتمع لمواجهة التحديات.
وأكمل: ”لما كانت شخصية أبي التي ظل ظلالها يفيء على القطيف ويظهر مع إطلالات كثيرة تعكس الكثير من المعاني والطموح لتحقيق الأفضل، طرحت هذه الفكرة على ابن العم العزيز شوقي، الذي استحسنها وتبناها بقوة، وسعى جاهدًا لتحقيقها“.
فيما قالت الدكتورة نهاد الجشي: إن الوفاء لذلك الجيل يفرض علينا التفاتة ودراسة معمقة لما كان عليه وأوصلنا لما نحن عليه، وإن البحث والدراسة في هذا المجال وإعادة التواصل التاريخي لمسيرة الأجيال محفوف بالكثير من المطبات الفراغية من المعلومة والتوثيق، فبين المعلومة الشفوية والمدونة والمصورة تلاشت حقائق، وغابت منجزات وأفكار.
وأضافت: قبل أشهر طرح سؤال في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي فحواه أي مدن المنطقة وجدت فيها أول بلدية في المنطقة الشرقية، فجاءت أغلبية الإجابات لصالح مدن حديثة النشوء، وورد اسم مدينة القطيف، ببعض الدهشة، وهذا أمر مفهوم، فالواقع يفرض حقائق قد تغيب الماضي غير المعروف وغير المعرف.
وتابعت أن توثيق التاريخ والكتابة عن الرموز في شتى المجالات الوطنية والاجتماعية والاقتصادية والدينية والثقافية أمر ضروري وملزم لحفظ التراث التاريخي لإنسان هذه الأرض بما يستحقه.
واختتمت: نأمل أن يكون هذا الكتاب حافز لانطلاقة تتالى بعدها إظهار إضاءات على شخصيات ”وهم كثر“، آمنت بوطنها وقدراته، وتفانت في حدود إمكاناتها وسياقها التاريخي، في المساهمة الإيجابية في التحولات التاريخية لمسيرة وطننا الغالي.
































