آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

الأزمة الأوكرانية

عبد الرزاق الكوي

الضغوطات من القوى العظمى على دول العالم من اجل دعم اوكرانيا والوقوف في وجه التدخل الروسي، برزت تباينات جديده على الساحة الدولية في رفض الانحياز لأحد طرفي النزاع والدعوة لحل سلمي ينقد البلاد والعباد من شر يحاك للعالم اجمع بدأت تأثيراته الاقتصادية اليوم مصير العالم ليست في الغرف المغلقة بل بشبه علني وسافر من قوى عالمية استغلت اوروبا لتكون في معركة ليست معركتها وتخسر من جراء ذلك الكثير من اجل منافع خاصة في حربا خطط لضرب روسيا وانهاكها عسكريا واقتصاديا فكانت اوكرانيا كبش فداء لتلك القوى الذي تجعل الآخرين وقودا لحرب بالوكالة.

اليوم العالم انهكته الحروب واثقلت كاهله مخلفاتها الاقتصادية واعداد القتلى والجوعى والمشردين في ارجاء العالم، رغم اتفاق الجميع ماعدا اوروبا وبعض الدول التابعة لها بكارثية هذه الحرب وان وراءها مآرب تدمير كل مخالف، يبقى الكثير محايدا متمنيا ان يعم السلام المعمورة، ورغم هذا الأمنيات يقف البعض نفسيا أو رد جميل أو علاقات سابقة وتباينات سياسية مع احد الأطراف، من يقف مع روسيا ليس حبا لها بل كرها لسياسات القوى العظمى وماتفعله في العالم من اشعال الحروب والخروج من تلك البلدان مهدم البنى التحتية زيادة على الملايين من القتلى في الفترات القريبة المعاصرة، أما من يقف مع اوكرانيا ليس لمواقفها النبيلة من الازمات العالمية واحداث الشرق الاوسط، بل حسب التوجهات السياسية والعقائدية أو موقفهم من الوجود الروسي من خلال الربيع العربي وتحالفاته ووقوفه في وجه التكفيريين والارهابيين، حربا كونية تجمع فيها مجموعات مختلفة تحت الوية متعددة، اليوم تكن العداء لروسيا، لا يحكم العقل في اتخاذ القرارات المصيرية والمواقف الثابتة من قبل الكثيرين، فالجماعات التكفيرية الارهابية تقف في صف الناتو اليوم من اجل هزيمة روسيا وتدميرها، رغم التاريخ الحافل لتدخلات الناتو في الشرق الأوسط وما خلفه وراءه من دمار في الوقت المعاصر، ليس بعيدا ان يتجهون بالدعاء من اجل هزيمة روسيا، بدلا من الدعاء ان تنتهي هذه الحرب بسلام ويكف الأذى عن كاهل البشرية ويكون لهذا العالم دور ريادي مؤثر بدلا من التبعية لهذا القطب أو ذاك، ان يكون الشرق الأوسط محورا من المحاور العالمية لما يتمتع به من موقع استراتيجي وأراضي خصبة ومعادن وفيرة، فقد شبع انسان هذه المنطقة من التدخلات والصراعات والأزمات المستمرة، اليوم وحتى الاتجاه المحايد يعتبر مغضوبا عليه عند الدول العظمى التي تدير الصراع في اوكرانيا.

فالرفض أو الحياد لم يأتي اعتباط فالسياسات الخاطئة من قبل القوى العظمى اعطى لروسيا بعض المصداقية الموثوقية لها من قبل العالم، ولو كان النزاع بين الدولتين فقط بدون تدخلات خارجية مسبقة وجعل اوكرانيا كبش فداء لاطماع خارجية لوقف العالم في وجه روسيا.