آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 5:14 م

معذب الكلب في حي لبن

علي جعفر الشريمي * صحيفة الوطن

سادت حالة من الاستياء والتذمر الشديدين مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول مقطع فيديو لشاب يضرب كلبًا بطريقة وحشية، في حي لبن بمدينة الرياض المقطع لم يلبث ساعات معدودة إلا وانتشر بسرعة البرق في «تويتر»، وأنشئ له وسم تويتري أطلقوا عليه «معذب الكلب حي لبن»، استنكر فيه المغردون مثل هذه الفيديوهات، وطالبوا بتوقيف المعذب الذين وصفوه ب «معذب الكلب». «جمعية رحمة للرفق بالحيوان، علقت بتغريدة: «إن ازدياد حالات الإساءة للحيوان في السعودية يتعارض مع الجهود المبذولة لحماية الحيوان، وفق نظام الرفق بالحيوان لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تطالب جمعية رحمة للرفق بالحيوان بالقبض وإنفاذ النظام وإيقاع العقوبة على المسيء عاجلًا».

مثل هذه المقاطع ليست الأولى من نوعها فلطالما شاهدنا مقاطع متكررة لتعذيب الحيوانات، وهنا يحق لنا أن نتساءل: هل العقوبات المفروضة على مثل هذه الحالات كافية؟، ما هي التدابير الإدارية لوزارة البيئة والمياه والزراعة في متابعة مثل هذه الانتهاكات؟.

الوزارة تقر أن تعذيب الحيوان، والإساءة إليه من خلال الضرب أو التجويع أو أي طريقة؛ فعلٌ تحرّمه الإنسانية والشريعة الإسلامية، وتعاقب المملكة مرتكبيها بعقوبات مالية على النحو التالي:

لا تتجاوز 50 ألف ريال في المرة الأولى، وتصل إلى 100 ألف ريال عند تكرار المخالفة نفسها خلال سنة من تاريخ المخالفة الأولى، وتصل إلى 200 ألف ريال عند وقوع المخالفة الثالثة خلال سنة من تاريخ المخالفة الثانية، وإغلاق المنشأة 90 يوما، وتصل إلى 400 ألف ريال عند ارتكاب المخالفة الرابعة خلال سنة من تاريخ المخالفة الثالثة، مع إلغاء الترخيص بشكل نهائي، وقد تصل إلى التشهير بالمخالفين بعد اكتساب الحكم للقطعية، وذلك وفقا لنظام الرفق بالحيوان لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ولائحته التنفيذية.

ولكن السؤال الأهم: ما هي جذور مثل هذا السلوك العدواني؟

تقول الأبحاث النفسية: إن العنف ضد الحيوانات قد يكون تمهيدا لجرائم أكبر حيث أشارت دراسة إلى أن سلوك القتل والاغتصاب كانت بدايته تعمد قتل وتعذيب للحيوانات، وهذا ما أشارت له المباحث الفيدرالية في أمريكا في دراساتها حيث ذكرت بأن «تيد باندي» الذي قتل 36 امرأة و«جيفري» الذي قتل 17رجلًا، وعمليات أخرى من الاغتصاب، و«كونانان» الذي قتل أكثر من شخص، من بينهم مصمم الأزياء المشهور «جياني فيرزاتشي». هؤلاء جميعهم أقدموا في طفولتهم وشبابهم على تعذيب الحيوانات.

من هنا يجب على الجهات المعنية عدم الاستخفاف بهذه السلوكيات، لأنها قد تؤدي إلى قضايا عنف تصل لقتل البشر في المستقبل، وعليه يجب نشر التوعية اللازمة في المدارس والجامعات ومتابعة بعض الأطفال الذين قد يلجؤون لمثل هذا السلوك بتوعيتهم من مرحلة الروضة.

أخيرا أقول: هذه الكائنات إذا تعرضت للتعذيب تتألم لأنها أرواح مثلها مثل البشر، لكنها فقط لا تتكلم.