آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 4:16 م

الفيلق الدولي

عبد الرزاق الكوي

الأزمة الأوكرانية لم تكشف جديد بل تؤكد واقع ملموس لما يتعرض له العالم من مؤامرات وفتن، فالأزمة اليوم مثل ما سبقها من حروب ومن الخطط والوسائل المستخدمة، وتخدم هذا المشروع هالة إعلامية ودعاية وتزييف حقائق على استعداد من هذه القوة الإعلامية أن تجعل الظالم مظلوم والمظلوم ظالما، بدون أي وازع أخلاقي، فكل شيء متاح إلا الأخلاق في مثل هذا الواقع العالمي.

يستخدم في هذه الحروب أحدث الأسلحة المحرمة دوليا التي تعتبر من أسلحة الدمار الشامل لتزيد ابتلاء الإنسانية بلاء آخر، ومن الأسلحة الكثيرة المستخدمة قديما وفي عدة معارك معاصرة المرتزقة، حضروا بكل قوة في دمار دول كثيرة خصوصا في الشرق الأوسط المستهدف الأكبر لهذا المشروع، في مهمة من أقبح وأقذر المهن على مر التاريخ، مما تخلفه من الرذائل والفساد والإجرام بجميع أشكاله، فلا يوجد لهذه المجموعات رادع ديني ولا أخلاقي فئة ضالة باعت نفسها للشيطان، مهنتها القتل مقابل المال أو الأحقاد أو العنصرية أو الطائفية، يرتكب من خلال هذا الإجرام السرقة والاغتصاب وقتل الأنفس البريئة.

اليوم تبرز شركات تشغل مثل هذه المجموعات وتتنقل بهم من بلد إلى آخر، كالقطيع، والمواثيق الدولية تمنع وتدين استخدام مثل هذه المجموعات وتدريبهم، وفي القانون الدولي عند أسره لا يعتبر أسير حرب. وتوجد مسؤولية قانونية على من جنده وحفزه للمشاركة، لأنه يقوم بعمل عدائي يخدم طرف آخر ليس من رعايا دولتين متنازعتين.

اليوم من يتهرب عن المصادقة على هذه المواثيق الصادرة عن المؤسسات الدولية هم القوى العظمى المدعية المحافظة على حقوق الإنسان وفي الواقع يشعلون الحروب والمرتزقة تخدم أجنداتهم وتحقق طموحاتهم جسما رخيصة مقابل مبلغ زهيد، والضحايا أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل، شركات تؤسس لمثل هذه الأعمال الغير مشروعة، وأخرى تعلن على الملأ طلب الالتحاق، دمرت بلاد عن بكرة أبيها وهدمت البنى التحتية لدول وانتهكت سيادتها وقتل الملايين من قبل هؤلاء المرتزقة.

ومثال على هذه الفئة الضالة المجموعات الإرهابية التي باعت نفسها للشيطان وأغراها المال والأحقاد بمسمى الجهاد وما هو بجهاد ما هو إلا فساد في الأرض، المرتزقة مع كل ذلك لا يضمن ولاءهم وانقلابهم على من وظفهم واستغل رغبتهم في القتل والفساد في الأرض، فهم في العصر الحالي كانوا خنجرا مسموما عندما يعودون إلى أوطانهم، على سبيل المثال ما قاموا به من أجل محاربة حكومات كافرة في عقولهم المريضة، ماذا يسمون تدخلهم في الأزمة الأوكرانية ونصرة أوكرانيا هل يعتبر من أجل نصرة الإسلام أو مزيد من جهاد النكاح أو مسميات جديدة لا يقبلها عقل، يستخدمون من قبل المخابرات العالمية بأجر مدفوع للقتل الوحشي، يسهل لهم الإجراءات والتنقلات من بلد لآخر، وليس مستبعد أن تصدر فتاوي لنصرة أوكرانيا كواجب شرعي، وهو يقاتل كمستأجر من دون شروط الإيمان بقضية المتحاربين أو عقيدتهم تحركه أيادي خفية، مما يخلق واقع أكثر ضررا على المستوى العالمي وعدم استقراره.

وما يزيد الأمر سوءا وجود معامل بيولوجية وكيميائية في كثير من أماكن الصراع مما يولد خطرا على العالم أجمع حين تقع أسلحة الدمار الشامل تحت أيدي مجرمين، هذا ما تقدمه الحضارة جعل البلدان والبشرية كبش فداء لتطلعاتها وتحقيق مصالحها، وعود كاذبة ونكث بالمواثيق والأعراف وإعلام مزيف، يشاهد العالم الهمة والإصرار والحث على دعم أوكرانيا، هل نزلت الرحمة في قلوبهم أو هو تاريخ من الخداع وقلب الحقائق وإشعال المزيد من الحروب، اليوم يبرز للعلن الدعوة بإنشاء الفيلق الدولي، لم ينتهي العالم من المجموعات الإرهابية حتى يبرز آخر تحت مظلة دولية، وليس بعيدا بسبب الضغوطات يكرس مواقع معترف به وشرعنته.

فالقوى العظمى بحضارتها المعاصرة تجتهد بلا ملل أو كلل بوضع البشرية على فوهة مدفع بدون رقيب أو حسيب، ومجمل الأوضاع اليوم تسير على ما لا تتمنى الوضع ينبأ ببروز واقع مخالف لكل ذلك التوجه الاستحواذي.