ملتقى حرف الأدبي يقيم أمسية توقيع لديواني آل سباع وآل دهنيم
أقام ملتقى حرف الأدبي الليلة أمسية لتوقيع ديواني الشاعرين علي آل سباع وعادل آل دهنيم في حي الشاطئ بحضور نخبة من الشعراء والمهتمين بالأدب والشعر.
ووقع الشاعر عادل آل دهنيم ديوانه ”شمال الجنة في الركن المقابل من الحجيم“، في حين وقع الشاعر علي آل سباع ديوانه ”شاهدا على نفسي“ حيثا انطلقا خلال الأمسية في قراءة بعض من نصوصهما أمتعا مشاعر الحضور بهم.
وأدرات الأمسية الشاعرة نوال الجارودي وقالت في مقدمتها "هي اللقيا وجملةُ سنبلاتٍ، وأحرفٌ تغرسُ في الشعور، وعينُ قناصٍ في حضور النخبة، فإما رصاصته اخترقت جُدُرَ الوجدان أو كان وقع دويِّها أكثر تأثيرا على كل الحواس.
وأضافت: ن نكون في حضرة الشعر وسكرتِه، فعلينا أن نتوجه بشغفٍ لمقام شاعرين أطلقا جماح ديوانيهما مؤخرا وهما الشاعر عادل أل دهنيم والشاعر علي سباع.
واستفتحت الأمسية بما قاله الشاعر ”مالك فتيل“ حول ديوانه ”شمال الجنة“ حيث يقول في مقتطفاتٍ منها: بعد قليلٍ من التنقّلِ بين نصوص الديوان تنكشفُ مآربُ شاعرِنا، عادل آل دهنيم، من وراءِ اتخاذِ الجغرافيا الميتافيزيقية ”شمال الجنة“ عنوانٌ لهذا السِفر، ومن تعميمِ الشعر كتصنيفٍ لنصوصه.
ويضيف: إنه وبكلٍّ بساطةٍ يؤكدُ إيمانَه باتساع مفهومِه للشعر ليتخطى حدودَ واقعِه الشكلي إلى فضاءٍ ميتافيزيقي غير مادي، مُشيرًا إلى الشعر في فضاءاته المتعالية، وسماواتِ معانيه البعيدة.
وأكمل: تجتمع في ديوانه الأشتاتُ، وتتطابق التناقضاتُ، يأخذ شمال جنّةِ بشريته النقية إلى رُكنٍ مقابل تمامًا لجحيم الآخرين، تمتازُ لغةُ الديوانِ ببيانٍ رائع، عذبٍ، صافٍ، لم يُشبْ بالوحشية ولا بالغموض الزائف ولا بالاختلال الدلالي، مع كثافةٍ كافيةٍ للوقوف والتمعّن، لغةٌ تأخذ ببساطتها يَدَ المُتلقي إلى داخل النص، وإلى ما وراءهْ.
ووصف الشاعر زكي الصدير تجربة آل سباع الشعرية بشكل عام فيقول: قلقُ المبدعين يدفعُهم للكثيرِ من التجاربِ في حقلِ الكتابة بهدف استكمالِ مناطقَ لربما لم يكتشفْها أحد، لهذا نجدُهم قلقين حِيالَ تجاربِهم الجديدة أمامَ الهندساتِ الشعريةِ الجاهزة، يحاولون ابتكارَ لغتِهم وسطَ ضجيجِ التجاربِ التي حولَهم.
وكتب الصدير: الشاعرُ علي سباع واحدٌ من تلك التجاربِ التي لا تهدأ وهي تحاول رسمَ مشهدِها الخاص، يعدّ سباعٌ من الجيل الشعري الذي يؤثثُ لقصيدته بهدوءٍ دون أن يجلبَ ضجةً أو يوقظ أحداً، فقط، أولئك المهتمين باصطيادِ النصِّ المختلف هم وحدُهم الذين سيتنبّهون لنصِّه الموغل في الاشتغال والرمزية.
وروى في فقرة أخرى قوله: هو يكتب من أجل أن يستمر في الكتابة من غير أن تشغلَه فكرةُ هندسةِ النص القادم، أو شكلِه، أو جنسه. المهم بالنسبة له أن ”تستمر في ممارسة الكتابة“، يروي لنا سباعٌ في تجربتهِ عن تفاصيل الكائنات من حوله شعراً، وكأنه يذهبُ قريباً جداً باتجاه السرد دون أن يقع فيه.
وتناولت الأديبة أزهار آل ابريه تجربة الشاعر في قراءة لها لديوانه ”شمال الجنة“ حيث قالت في جزئيات منها: لم يسافر مَن لم يرحلْ في الشعر، من لم يحترقْ بين دفتي نارِه وينطفيء في شمالِ جنته من لم تكاشفْه روحه عما وراء السماوات، ومكامنِ الحكمة.
وأكملت: عادلٌ ابنُ الجغرافية الآسرة سنابس، وطنُ شاعريته وأشواقه وأغانيه، ابنُ اللغةِ الوارفةِ الفاحصة أسرار التجلّي، المانحة أسئلة الغيب، التي تطرق كثيرًا أبوابَ الشك في هديٍّ رائع للتفكّر، ودعوة شهية على مائدة الأثر ِوالتأثير، قال أزرق ثم تكشّف الغرق، سادرٌ فُلك ترحالِه بين موجةٍ وأخرى، أعمى ذلك الذي لم يبصر حقيقةَ الألوانِ في القصيدة المبصرة.
وأضافت: عادل في عوالمه المحسوسة أمام اتساعٍ للداخل، يجوبُ أحاسيسَها ويرصدُ كواكبَها ونجومَها، وفي مقابل كلّ مفردة أضدادُها، تمامًا كما يتصدّر عنوانه الكتاب، شمال الجنة في الركن المقابل للجحيم.
ووصف الكاتب حسين الجفال الشاعر علي سباع بقوله: هو شاعرٌ جاء من مدينة الحُلم باحثًا عن حُلمه في القصيدة، يفتح أبوابَ المدينة كلَّها مستكشفًا الجميلَ الذي يتركُ ذكرى مؤثرةٍ في الروح، ممتلئ شعره بالدلالة والرموز، التي يراها خادعةً أحيانا وتوصل المعنى المغاير الذي لا يريده.
وتحدث الجفال: آل سباع: يرى المستحيلَ مجردَ تصوّرٍ آني ويبذلُ جهدَه ليُفخخَ اليقينياتِ، وهو مع هذا يرى النصَّ بغيرِ هاجسِ الشك هو نصٌّ ميّت. بيديهِ معولٌ للهدمِ الوهمي، لا ليسوّي البناءَ بالأرض، بل ليفتحَ نوافذَ ويقيم أبواباً تكفي ليتنفّسَ ويمد بصرَه في القصيدة التي يأملُها.
وأكمل: من الصعوبة بمكانٍ الكتابة عنه، فهو في كلّ تجربةٍ لا يشبهه في الأخرى، لا يشعر قارئُه بالملل أو التكرار، يشبه السردَ في أغنيةٍ حديثة، ومثل ومضةِ ”بلزاك“، يشعلُ قناديلَه حيث يتطلبُ الشعرُ التخفّفَ من الأحمال، ويطلقُ جناحيه ليخلقَ مساحةً حرة لطيرانٍ آمن.
وتفكه الكاتب الجفال مداعبا آل سباع حيث قال في ختام قراءته: اطمئن عليه لأنه دائما في حالةِ قلقٍ وعدم رضا تامٍ عن قصيدته، لذلك كلما شعر بتطويقٍ لقصيدته، كسر الطوقَ وسلك طريقا أكثر رحابة ولا ميناءَ لرحلته الشعرية.
واختتمت الأمسية بتوقيع الشاعرين للديوانين بحضور نخبة من المهتمين والشعراء ومحبي الشعر والكتاب في تتويج لمسيرة الكتاب والكلمة في القطيف























