”التغويز المباشر“ و”البلاستيك الحيوي“.. ابتكاران للتخلص الآمن من النفايات
قدم باحثان أكاديميان من جامعة الامام عبدالرحمن بن فيصل، تقنيتان علميتان، ضمن مهمة الحفاظ على البيئة، والاستدامة، والحد من الانبعاثات الضارة، وذلك بمناسبة ”يوم البيئة العالمي“.
يأتي ذلك في إطار دعم الجامعة المستمر للابتكارات الصديقة للبيئة وذلك ضمن مشاركة الجامعة في أسبوع البيئة المنعقد في كورنيش الخبر من تنظيم فرع وزارة الزراعة والمياه والبيئة بالمنطقة الشرقية، وتتعلق إحدى التقنيتين بالاستفادة من التغويز البلازمي في التخلص الآمن من النفايات مع انتاج الكهرباء، فيما تتعلق الأخرى بإنتاج البلاستيك الحيوي من دبس التمر.
وأفاد الأستاذ بقسم صحة البيئة بكلية الصحة العامة الدكتور سعد الدهلوي، بإمكانية استخدام تقنية ”التغويز“ المباشر باستخدام مصدر جهد كهربائي عالي الجهد ينتج درجة حرارة عالية جداً لا تقل عن 10 آلاف درجة مئوية لتتحول المادة المراد التخلص منها من الحالة الصلبة إلى الحالة البلازمية دون المرور بحالة الاحتراق، منوها بأنه بهذه الطريقة يم إنتاج أيونات أولية يمكن إعادة استخدامها لإنتاج مركبات عديدة صديقة للبيئة أهمها مواد البناء.
وأضاف خلال الملتقى البيئي الذي نظم بمناسبة ”يوم البيئة العالمي“ أن البلازما تعتبر الحالة الرابعة للمادة، إلى جانب ما كان يعرف سابقا من حالات ثلاث ”الغازية والسائلة والصلبة“، حيث تكون فيها المادة متأينة أو متفككة إلى الحالة الأولية، وهذا يحدث عند الوصول إلى درجة حرارة لا تقل عن 10 آلاف - 14 ألف درجة مئوية، ومن أمثلة الحالة الأيونية أشعة الشمس وضوء البرق والأشعة الكونية والشفق القطبي الذي يرى في المناطق القطبية الشمالية وانفجارات القنابل النووية وغيرها من الأمثلة الكثيرة.
وأوضح أن من مميزات تقنية التغويز أنه لا ينتج عنها رماد كعملية الاحتراق التقليدية، ولا يصدر عنها أية انبعاثات كربونية، وأنها ذات مردود اقتصادي حيث أن الطاقة الناتجة من هذه العملية يمكن بيع جزء منها لشركات الكهرباء، ويستفاد من الباقي في التشغيل الذاتي لمحطة المعالجة، لافتًا إلى تطبيق هذه التقنية في عدة دول مثل الولايات المتحدة الامريكية والصين والهند واليابان.
وبين أن أبرز المصاعب التي تحد من استخدام هذه التقنية هو ارتفاع تكاليف الاستثمار والتشغيل والصيانة، حيث إن تكلفة الحرق الاعتيادي تتراوح ما بين 35 إلى 50 دولار للطن الواحد بينما باستخدام تقنية البلازما ترتفع التكلفة إلى أكثر من 170 دولارًا للطن، بالإضافة إلى وجود مخاوف على البيئة كون التقنية لازالت في بدايتها ولم يتم اعتمادها من كثير من منظمات البيئة في أغلب دول العالم، إلى جانب دراسات تشكك في الاستخدام الآمن لتقنية البلازما نتيجة الخوف من انبعاث غازات وأحماض سامة وملوثات أخرى.
بدوره، أطلق الباحث والأستاذ بكلية الصحة العامة بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل الدكتور محمود بريقع، ابتكارا قدمه خلال الملتقى البيئي الذي نظم بمناسبة ”أسبوع البيئة“ ويتمثل بإنتاج البلاستيك الحيوي صديق البيئة من مستخلص التمر ”الدبس“، مشيرا إلى أن المبتكر الجديد أثبت فعاليته من حيث الجودة، إلى جانب كونه غير مضر بالبيئة، ومن مواد متوفرة بالمملكة.
ولفت إلى أن المبتكر يأتي في إطار سعي جامعة الإمام الحثيث للحفاظ على البيئة، حيث يعد الاستخدام غير الرشيد للمنتجات البلاستيكية من أخطر المشكلات التى تضر بصحة الإنسان والبيئة ويتسبب البلاستيك البتروكيميائي في العديد من المشكلات وأهمها: اضطراب الهرمونات الناتج عن الإستيروجين البيئي والذي يتسبب في العديد من الأمراض ومنها السرطانات، التلوث البيئي والاحتباس الحراري، بينما يتمتع البلاستيك الحيوي المنتج من البكتيريا بالعديد من المميزات، والتى من أهمها الأمان الحيوي والقابلية للتحلل وموائمته لخلايا الجسم، ولذلك يحظى بالعديد من التطبيقات في عدة مجالات كالطب، الطب البيطري، الأغذية والزراعة..
وأشار إلى أن الابتكار الذي تبنته الجامعة يهدف إلى تعظيم إنتاجية البلاستيك الحيوي من بكتيريا محلية باستخدام خلاصة التمر ”الدبس“ كمادة خام متجددة واقتصادية متوفرة يركز على إنتاج البلاستيك الحيوي بإستخدام تكنولوجيا التخمر المتقطع مع تحسين عملية الاستخلاص بإستخدام طرق بسيطة رخيصة الثمن مما يسمح بإنتاجه على نطاق صناعي، متوقعا بأن تصل نسبة إسهام البلاستيك الحيوي إلى أكثر من 40% من الإنتاج العالمي للبلاستيك في عام 2030.















