آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 4:07 م

كيف تستثمر شهر رمضان لتخفيف وزنك؟

أميرة حسن الحرز *

اقتربنا من شهر رمضان الذي يمتاز بالأجواء الروحانية العبادية والأسرية، فضلًا عن الموائد العامرة بأصناف الأطعمة المتنوعة.

ارتبط شهر رمضان بالغذاء منذ الأزل، على نحوٍ منفرد، حيث تتجدد الأصناف، وتضاف وتتبدل ويتوق الكثير لهذا الشهر، لما تحمله الأطعمة من مذاق خاص حيث يندر إعداد بعض الأصناف في غيره من الشهور.

ومن هنا تردنا كمية عروض ضخمة، تشمل الأجهزة والديكور والأطعمة والألبسة وعروض مراكز التجميل وعيادات الأسنان وكذا الأنظمة الغذائية.

يتسابق كثير من الناس لاقتناص فرصة تخفيض الأنظمة الغذائية لشهر رمضان بهدف الوصول إلى جسم رشيق وجميل للعيد المبارك، وكأن الأنظمة الغذائية محدودة الوقت والزمن وقصيرة المدى، بينما الهدف الأساسي من اتباع الحمية أن لا تقل عن ستة أشهر، وأن تكون ضمن حياة ذات نمط صحي متوازن.

السؤال هنا: هل شهر رمضان للعبادة أم لاتباع حمية إنقاص وزن؟

اتباع الحمية بهدف إنقاص الوزن يجب أن يكون وفقًا لشروط أحاول حصرها تسهيلا على القارئ الكريم:

الأول: معرفة مناسبة الظرف الزماني للبدء بالتغيير الجذري وتطبيق عادات صحية جديدة كُليًا، وشهر رمضان خصّه الله عزّ وجل بالعبادة، والعبادة تتطلب ذهنًا صافيًا وجسدًا متهيئًا لأدائها، ويكفيك علما بأن هناك آثارًا جانبية لحمية إنقاص الوزن منها الصداع، الجوع الشديد خصوصًا العاطفي الذي يحتاج إلى تدريب ذهني للتخلص منه، وكذلك الوهن والعصبية وحدة المزاج، وكما نعرف أن الصيام يؤدي إلى حدوث ذلك لدى البعض منا، فكيف باجتماع الأمرين معًا.

ثانيًا: الاستعداد النفسي لاتباع الحمية يجب أن يكون عن اقتناع بأن الحمية طويلة الأمد وليست لهدف قصير المدى، يؤدي لأعراض غير صحية كالنهم بعد انقضاء الفترة، والترهلات والشحوب والاصفرار وفقر الدم بسبب قصر المدة والضغط الشديد الذي قد يتعرض له متبع الحمية.

ثالثا: التفهم بأن النتائج قد لا تكون إيجابية، لا يمكن أن تكون جميع نتائج المتبعين للحمية إيجابية قد يتطلب للبعض ثلاثة أشهر وأكثر لنتيجة واضحة ومرضية، لذا فالنتائج خلال أربع أسابيع قد تكون سلبية ومحبطة، مما يؤدي إلى الحمية تمامًا والعودة للسلوكيات الصحية السيئة بقوة.

رابعًا: الصيام الشرعي هو أحد صور أنظمة إنقاص الوزن، والتي يشبهها الصيام العكسي المعروف، إذا هو نظام مجاني متاح للجميع في وقتٍ يلتزم به جميع المسلمين، فما الداعي لاتباع حمية في هذا الشهر؟

خامسًا: اتباع الحمية تتطلب تقييد وتحديد كميات وهذا القيد قد ينعكس سلبًا مع من يتذوقون الأطعمة فقط في شهر رمضان بالعصبية والشعور بالحرمان.

شهر رمضان بداية خير في كل ناحية: أخلاقيًا ودينيًا، واجتماعيًا.. وصحيًا، والنظام الغذائي في شهر رمضان مثال للبدء بنمط صحي مثالي؛ ابتدئ بشهر رمضان وواصل نفس النظام في شهور العام، فالنظام الغذائي في شهر رمضان يتميز بالتنظيم للوجبات؛ إفطار وجبة بينية سحور، وقت الصيام طويل جدًا يصل لـ 14 ساعة، وهناك دائما وقت لممارسة الرياضة قبل الإفطار أو في ساعات السحر أو بعد الفجر مع الجو الجميل، ومع عودة الدوامات إلى شكلها الطبيعي سيكون النوم في شهر رمضان معتدلًا، قليل السهر ومتزّن في ساعات النوم.

إذًا، فشهر رمضان طريق لبداية صحية جيدة، فهو نظام متكامل ولكن عليك حينها أن تحصل على التعليمات الغذائية من متخصص في التغذية، والإطلاع على اللوح الثقافية في وزارة الصحة ومنصة عِش بصحة وهيئة الغذاء والدواء، للتوجيه اللازم حول كميات الطعام ونوعها، وعدد السعرات التي تساعدك على إنقاص الوزن جنبًا إلى جنب العوامل الأساسية التي يجب اتباعها، لتحقيق صحة مستدامة، بعيدًا عن التوقف والانقطاع والملل والإحباط.

أخصائية تغذية