آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 9:30 ص

نافذة على البراحة 3

السيد محمد المشعل

يرتبط تاريخ المدن وموروثها الشعبي ارتباطاً وثيقًا في عملية التنمية والتطوير؛ فتاريخ المدن من أهم عوامل الجذب السياحي وما ينتج عنه من ازدهار اقتصادي واجتماعي وثقافي، وما له من أثر في صياغة شخصية المكان، وكونه جسر تواصل بين الأجيال والثقافات الأخرى وركيزة أساسية في بلورة الهوية الوطنية.

وتعد المهرجانات التراثية بفعالياتها المتنوعة وسيلة مهمة لإبراز ثقافة المنطقة وتاريخها، وإبراز مواهب أبنائها وإنتاجهم في شتى المجالات الثقافية بكل ما تحمله أرواحهم من تكاتف وحُب تجعله مصدر قوة في عمليات البناء والازدهار.

وهنا معشوقتنا البراحة هذه المعشوقة التي طرزت ثوبها الشعبي الثالث بألوان التراث القطيفي الأصيل مطارحةً الهوى والحب ومخلدةً تفاصيل حكاية عشق مترف يغزل ألوان المشاعر بالمواويل وأدعيةً بذاكرة العشاق ”تُخفي الصبابة والألحاظُ تُبديها“

لقد رسمت هذه العروس في نفوس كل من شاهدها لوحة فنية منقوشة بهوية مجتمعية أحيت أطلال العشق والارتباط الوثيق بالماضي الإنساني الجميل والتاريخ الحافل.

في مهرجان البراحة 3 كان الحمام يَسجعُ فوق منازلها التاريخية يستذكر جسداً طالما رَسم الأخلاق والكرم والابتسامة بين سوابيطها الحانية، مرددةً صدى مهندسها الفاضل عباس الشماسي الذي كان حاضراً بروحه يشد أزر العاملين أن ارسموا السعادة في قلب مجتمعكم وفي قلوب ضيوفكم، وتحملوا عبء المسؤولية وكونوا كما كنتم أنشودةً للعطاء.

وكيف لا نعزف الوفاء ونقبل التحدي من رجل ندين له بأشياء كثيرة أولها الريادة وليس آخرها حُب العطاء والتنمية وإبراز الإبداع المجتمعي على خارطة الوطن.

فما شاهدتموه اليوم في البراحة 3 من جميل البذل وروح التفاني وتغاريد السعادة هو أثر من آثار مهندس العطاء عباس الشماسي وعرفاناً لرجل أعطى الكثير لمجتمعه ووطنه، رجل جعل منصة العطاء مسؤولية وحُب وإيثار وفكر متجدد.

ستبقى البراحة عطاءٌ وفرط حُب نرسم من خلالها عبق الماضي وإشراقة الغد؛ ومهما خطونا في ميادين الحضارة يبقى التراث منقوش في القلوب الوالهة لتاريخ الأجداد، وعلى مبانيها التراثية ونقوشاتها ورائحة الطين المنبثقة من نوافذها العتيقة، وما قدمه الشعراء من عشقهم لخولة ومديحهم لطرفة وما أنتجه التاريخ من حكايات وأحداث ورماح خطية وبحر يفوح منه المسك ونخيل يتلألأ كزبرجدة خضراء على جيد عروس فاتنة.

شكراً لله على جزيل عطاياه.. شكراً من القلب «أبو فاضل» ولكافة المسؤولين والمتطوعين والمشاركين والمساهمين والزائرين لقد أسرجتم فانوس سعادة أضأتم به تاريخ عريق في قلوب الجميع.