آخر تحديث:
21 / 12 / 2025م - 12:22 ص
9 سنوات.. «المادة الملونة» مشكلة مزمنة بكورنيش سيهات
عادت المادة الملونة بكورنيش سيهات للظهور مجددا بعد ان تكرر وجودها خلال السنوات الماضية، بداية من عام 2014م، وكانت تصبغ الساحل بعدة ألوان ”الأصفر، أو الوردي، أو الأسود، أو الأبيض“، ولم تظهر الجهة المسببة لها.
في حين أرجع بعض المهتمين السبب إلى الورش الصناعية التي تضخ أنابيبها بالساحل، أو أنها تأتي من قنوات تصريف مياه الأمطار.
وأكد مدير فرع المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي بالمنطقة الشرقية م. أحمد الخالدي، مباشرة عدد من فرق ولجان الرقابة التابعة للمركز، الموقع بكورنيش سيهات يومي الجمعة والسبت الماضيين، وتم أخذ عينات لتحليلها مع التقاط صور توضيحية للموقع.
وبين أن المياه الملونة خارجة من قنوات تصريف الأمطار، لافتا إلى التواصل مباشرة مع الأمانة لتكوين لجنة لبحث ومعرفة أسباب الظاهرة المتكررة، والتي تعد جريمة بحق البيئة.
ولفت إلى أن الحادثة تحتاج إلى تضافر الجهود بين الجهات الحكومية، ليتم التوصل لأسبابها وعلاجها، وتجريم المخالف.
وذكر الناشط البيئي عبدالله آل شهاب، أن كورنيش الشاطئ بحي الكوثر في سيهات يعاني تكرارا مزمنا لتلون البحر.
ولفت إلى وجود مصبات تابعة لجهات معروفة، هي السبب في المياه الملوثة والضارة بالبيئة بين فترة وأخرى، إضافة إلى الروائح الكريهة التي تظهر لمسافة كبيرة، وهو ما يتطلب إعادة النظر بالموقع وإعادة تهيئته.
وقال إن وجود الطريق الذي يربط الساحل بالمنتجع منع جريان المياه وتجددها أثناء حدوث المد والجزر.
وناشد بوضع عبارات لتسمح بمرور المياه، أو وضع أنابيب كبيرة حتى تسمح بالجريان، لأن المنطقة أصبحت مصدرا للتلوث في ظل تجمع النفايات من أوراق وعلب بلاستيكية ومعدنية.
ودعا آل شهاب إلى تجديد اللوحات الموجودة على المصبات لمعرفة الجهات التي تتبعها.
وبين أن عوامل المد والجزر والرياح المحملة بالرمال، وغيرها من عوامل الجو، أدت لمسح العلامات الموجودة على الأنابيب، كما طالب بوضع كاميرات حرارية تكشف أي اختراق في هذا الموقع الذي تتكرر فيه المخالفات؛ لرصد مرتكبي الجرائم البيئية.
وأوضح الناشط البيئي والمهندس الكيميائي حسين الحجري، أن قصة الملوثات بالساحل ظهرت بكثافة في شهر مارس من عام 2014م، وكان آخرها في شهر يوليو من العام 2021م، وتكررت الحادثة مع اختلاف لون الصبغة بين ”الوردي، والأسود، والأحمر، والأبيض“، وتأتي في الأغلب من مصبات معروفة المصدر.
ولفت إلى نفي جهات حكومية في سنوات مضت أن يكون تلوين البحر بسببها، ما قلص جهات الاشتباه.
وأعرب عن توقعه أن يكون مصدر المياه الملوثة الورش الصناعية أو مصارف الأمطار، مشددا على أن الأمر يتطلب المتابعة وكشف المتسبب، وتجريمه ومعاقبته، حتى لا تتكرر الجرائم البيئية في مجتمعاتنا.

