آخر تحديث: 14 / 5 / 2024م - 1:57 م

ورحل الأديب الغزال

يوسف أحمد الحسن *

لا يمكنك أن تلتقي الأستاذ محمد بن عبدالله الغزال دون أن تسمع منه معلومة أو قصة أو بيت شعر جميل. فهذا الرجل الذي فقدناه يوم الأربعاء «الثالث عشر من شعبان 1443 هـ » يشدك نحو حديثه الشيق ويتنقل بك من بلد لآخر ومن شاعر لشاعر وحتى من زمن لآخر. لديه ذاكرة حاضرة في مجال الشعر وقصص الأدباء في مختلف العصور، كما يتميز بصوته الرنان الجميل. وما عرفته عنه بحكم المصاهرة مع أقرباء الأسرة أنه كثيرا ما سافر وتنقل من أجل لقاء بعض الأدباء العرب أو الاطلاع على بعض المكتبات حتى غص منزله بالكتب التي ملأت غرفتين منه. ونقل لي صديقي المهندس مصطفى الغزال عن صداقات الأستاذ محمد مع عدد من الأدباء من مختلف الدول العربية من العراق وسوريا ومصر، منهم الأستاذ الكبير فاروق شوشة والأديب ورجل الأعمال عبدالمقصود خوجة الذي كتب فيه عدة أبيات جاء فيها:

قل للحجاز عليك السعد معقود == فقد تميز بالإبداع مقصود

شيخ له في كؤوس العلم قاطبة == من كل ما تنجب الأفكار عنقود

وقد كان - رحمه الله - يروي بعض حكايات لقاءاته مع بعض هذه الشخصيات للمقربين منه.

ورغم أنه لم ينشر شيئا من إنتاجه الأدبي إلا أن له كتابات عديدة في النثر والشعر. وعندما تواصلت مع صهره موفق الغزال عن إنتاجه الأدبي قال بأن لديه الكثير من الكتابات والقصاصات الورقية في دروج طاولته، إلا أنه لم ينشر شيئا منها.

وكان الأستاذ محمد حريصا جدا على اقتناء الجديد من الكتب كما كان يدأب في زيارة معارضها في مختلف المناطق والدول ويعود محملا بما يملأ به حقائب سفره. كما كان يحدث من حوله باستمرار عن لقاءاته بالكتاب والأدباء والشعراء أينما حل وارتحل وعن علاقاته بهم. كما كان - رحمه الله - يسألني دائما عن أعداد مجلة الواحة ويحرص على اقتناء الأعداد الناقصة منها.

تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه الفسيح من جنته وإنا لله وإنا إليه راجعون.