آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 9:52 ص

رحل ولم يرحل!!

أمير بوخمسين

بإطلالته وبابتسامته الدائمة على محيّاه، وباستقباله بتواضع مع الجميع، وبأريحيته التي تسّر من يجلس معه، هو ذاك علي الغوينم، الذي رحل من هذه الدنيا، وبشكل مفاجئ، ولكن لا اعتراض على أمر الله، فالكل راحل والكل له يومه..

لقد فقدنا أخاً عزيزاً وقامة من قامات الأحساء التي أبدعت ورفعت اسم الأحساء على صعيد الوطن والعالم العربي من خلال مشاركاته المتعددة ذات الأنشطة المتنوعة، في الفنون والأدب والرسم والنحت والتصوير والسينما والمسرح، وغيرها، لا تستطيع أن تعدّها أو تحصيها، فكل يوم يُعلمك بنشاط جديد، وفعالية جديدة، ولم تتوقف تلك الأنشطة عند حدود الأحساء فانطلق إلى مناطق المملكة بمشاركات متنوعة من أبها إلى القصيم إلى الرياض والجنوب وغيرها من المناطق الأخرى، إضافة إلى مشاركاته في الوطن العربي وآخرها العراق عبر مشاركة جمعية الثقافة والفنون في الأحساء في مسرح الشارع، وقدم المسرحية الجميلة من خلال الطاقم المشارك..

هو ذاك الأستاذ علي لم يمّل ويكّل دؤوب في نشاطه وعمله وإبداعاته.. فقدته الأحساء ولكنه ترك إرث كبير وضخم من العمل الإبداعي في مختلف المجالات، التي فقدناها في السنين الماضية، ورجعت تلك الأنشطة بفضل الله وبفضل رؤية 2030 التي انطلقت من أجل رسم خارطة جديدة للبلاد على مختلف الأصعدة والمجالات المتنوعة..

لذلك لم يتوانى الأستاذ علي في استغلال الفرصة وشمّر عن سواعده في العمل وبثّ روح النشاط والحماس في نفوس أبناء البلاد من بنين وبنات في إبراز إبداعاتهم في مختلف الأوجه، فنراه في كل يوم له نشاط وإبداع، من شمال الأحساء إلى جنوبها، وشرقها وغربها، نراه شامخاً وباسط يديه للجميع مرحباً بكل وود واحترام للجميع، وكنت على تواصل معه باستمرار للتشاور في بعض الفعاليات فكان صدره رحباً في تلقي الاقتراحات والأفكار الجديدة لعمل جمعية الثقافة والفنون، واستقبال الرعاة لرعاية بعض الفعاليات، وهو ما دفع البعض من رجال الأعمال بتبنّي بعض الفعاليات لإيمانهم بأهمية ودور جمعية الثقافة والفنون في ترسيخ ثقافة التسامح والوسطية والعيش المشترك متجاوزة كل الحدود..

وهو كان رجل التسامح والعيش المشترك من خلال دماثة أخلاقه وتواضعه واستقباله للجميع.. طرقت أبوابه في الكثير من المهمات والمشاريع مع الأستاذ وزميلي يوسف الحسن عندما كنا في زيارته لعدة مرات فكان متفاعلا ومتجاوبا بكل أريحية..

ولا أنسى كلمة الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية في السعودية الأستاذ سلطان البازعي عندما كنا في زيارته مع زميلي الأستاذ يوسف حيث ذكر بأننا لا نستطيع اللحاق بأنشطة جمعية الثقافة والفنون في الأحساء فهم سباقون في أعمالهم ولا يمكن مقارنتهم بالجمعيات الأخرى.

كل هذا بسبب تلك القيادة والإدارة الحكيمة للجمعية والتي تتمثل في الأستاذ علي، نعم لم يرحل الأستاذ علي وأسمه مخلّد، وذكره الحسن على ألسنة الناس في الأحساء ونشاطه سوف يبقى مخلّد في الذاكرة، واقترح أن يسجل اسمه باسم قاعة أو مناسبة لتخليده.