وَجْدُ زَيْنَبٍ
وَجْدُ زَيْنَبٍ
مَا
رَقَدَتْ عَيْنُهَا وَ لاَ حَتَّى غَفَتْ مِنْ هَوْلِ جَلَلٍ بِعَيْنٍ غَاشِيْةٍ شَاخِصَةِ
عَجِزَتْ
رَواسِيُ الأرْضِ أَنْ تَصْمُدَ عَنْ حَمْلِ مَا جَرَى عَلَيْهَا بِلَيْلِ البَّارِحَةِ
أَرَّقَهَا
وَ هَدَّ رُكْنَهَا وَ لَمْ تَغْمُضْ وَ يَلِيْنُ لَهَا جِفْنُ عَيْنٍ جَارِحَةِ
تَنَبَأتْ
وَ اجْتَرَأَتْ بِشَهْدٍ لَمْ تُثْنِيْهَا كَلِمَاتُ ابْنِ مُرْجَانَةِ الْهَابِطَةِ
نَطَقَتْ
بِمَنْطِقِ عَلِيٍّ فِيْ سِكَكِ كُوْفَانِ وَ حَنَّتْ لِمَجْدِ أيَّامِهَا الْفَائِتَةِ
كَشَفَتْ
بِلِسَانِهَا عَنْ مَضَامِيْنِ عِلْمٍ لَمْ تَخْلُ مِنْ كَلِمَاتِ الإلَهِ النَّاطِقَةِ
سَطَّرَتْ
بِعَقْدِ عَهْدٍ نَاهِضٍ وَ مَوَاثِيْقِ وَ بَيِّنَاتٍ دَامِغَةِ
بَلْ
تَمَادَى فِيْ غَيِّهِ وَ رَاحَ يَفْتَعِلُ الْحُجَجَ بِأكَاذِيْبٍ فَاضِحَةِ
أرَاقَ
دَمَ حُسَيْنٍ بِهَونٍْ وَ تَعَالَى بِهَا بِنَسْفِ نَوَامِيْسِ الإلَهِ الصَّادِقَةِ
يَا
لَهُ مِنْ رُزْءٍ فَادِحٍ انْهَدَّتْ لَهُ أرْكَانُ دِيْنِ أحْمَدٍ بِصَرَخَاتٍ دَافِقَةِ
نَطَقَ
دَهَرٌ بِحُزْنٍ وَ تَوَالَتْ بَعْدَهُ أسْرَابُ سُوْدٍ لَمْ تَزَلْ عَلِيْهِ بِشَجْوٍ نَائِحَةِ
صَدَحَتْ
زينبُ ببرهانٍ تَنَاقَلَتْهُ بِعَزْمٍ وسارتْ عَلَيْهِ أعْقَابُ أجيالٍ لاحقةِ
سِيْرَةٌ
ألْهَمَتْ أُمَمًا عِزًّا سَتَظَلُ عَلِيْهِ مَدَى الأيِّامِ شَامِخَةِ
ارْتَسَمَتْ
صُوْرَةٌ سَتَبْقَى فِيْ كُنْهِ ضَمِيْرِ نُفُوسٍ سَمَتْ بِحَقِيْقَةٍ سَاطِعَةِ