آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 11:51 ص

هل حشر مع الناس عيد؟

كاظم الشبيب

في الحب والكراهية ليس هناك ”حشر مع الناس عيد“، فأما أن يكون الحب نابعاً من ذاتك ويعبر عن أعماقك وإلا فهو ليس ب ”حب“، بل له وجوه من المصالح أو مسايرة للآخرين أو انجراف وراء التيار الإعلامي. كذلك الكراهية، إذا لم تكن حقيقية الدوافع، فهي مجاراة للحقد ومواكبة للتزييف والتضليل. لو وافقنا على مقولة ”حشر مع الناس عيد“ في الحب والكراهية، لكأننا نوافق أيضاً على مقولة أجنبية منتشرة وأصلها «كل الغائط، فخمسون مليار ذبابة لا يمكن أن تكون مخطئة»، التي هدفها أن عدد المؤيدين لفكرة ما ليس معياراً لصحتها. [1] 

فعندما يتابع عشرات الملايين من الناس شخصاً ما في السوشل ميديا، أو يؤيد الملايين منهم هوية ما أو أهل هوية ما، فلا يعني ذلك سلامة التوجهات لدى هذا الشخص أو صحة المعلومات عن تلك الهوية. لا سيما مع وجود الإعلام والإعلام المضاد، وكثرة الحقائق والحقائق المضادة. وبخاصة، كما يقول أمين معلوف: أننا انتقلنا، بعد انتهاء المجابهة بين الكتلتين «الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي»، من عالم كانت فيه الانشطارات إيديولوجية بالدرجة الأولى وكان النقاش فيه متواصلاً، إلى عالم باتت فيه الانشطارات هووية بالدرجة الأولى وللنقاش فيه حيز صغير. فراح كل واحد ينادي بانتماءاته في وجه الآخرين، ويطلق لعناته، ويحشد أهله، ويؤبلس أعداءه. [2] 

كم هي الحاجة، مهمة لكل واحد منا، أن نقوم بتفعيل كوابح الانفعال مع مصادر البث في الإنترنت، وتخفيف سرعة التفاعل مع أمواج السوشل ميديا، ووقف الاندفاع الأعمى مع نجوم التفاهة المنتشرين، وتقليل نزعة الفضول السلبية لما لا طائل من متابعته، كي نعطي أنفسنا فرصة التنفس بحرية، وحرية التفكير المستقل، والمحافظة على شخصياتنا من التيه. لو استطاع كل واحد منا القيام بذلك فسوف نمتلك حرية التغريد وفق النغم الذي تستسيغه أنفسنا ومجتمعاتنا دون الاغتراب عن التجدد اللحظي مع العالم. وبذلك نحب ونكره دون تردد وبقناعة بمن نحب أو بمن نكره.

في المقطعين المرفقين ما ينبر الموضوع من زاويتين مكملتين لبعضهما: 

ملخص كتاب نظام التفاهة: آلان دونو: 

نجح الإعلام في جعل الأغبياء مشاهير

[1]  السذاجة ص 274 الهامش.
[2]  ص 22 - 23 اختلال العالم.