زوايا أسرية 22
محاكمة جدلية لها ثقلٌ على النفس وصدى لشعور وألم مختمر لا يصفو عن طريق الإيحاء بالوعود دون مراعاة الناحية الشرعية والقانونية والكرامة الإنسانية وما يتهددها من أخطار يتناساها أحدهما مؤقتاً، سعياً لإنهاء الجفاء أو مجافياً للصدق بأعذار وحجج ومغالطات ومبررات واهية، حاجبة للنور ومستدلة ستارة الظلمة الموجعة للقلب والجسم والنفس،،
وقفت بحلة العفاف كالطود الشامخ أمام الحضور وهي الواثقة من نفسها تعلم ماذا تود أن تقول ولكل سؤال أعدت جوابا له وإن كان هناك شيء من الأسى في النفس اتجاه سلوك زوجها الذي تعرفه يقينا وتعلم سقمه وسلوكه وجهلة وعنفه وخداعه وكذبه المتأصل في منطقه وفعله، لا يعرف للصفح ولا للتسامح عنواناً، هو المحق دائماً ومن يسانده وبعض ممن حضر معه بأن المرأة عندهم هي الجهل والشهوة والقصور، خُلقت من ضلع أعوج لمعلوماتهم الموروثة ولمزاجهم وللإيحاءات التي رسخها الواقع المر اتجاه المرأة على مدى قرون بأنها لا تدرك عمق الأشياء وتسيرها الأهواء وليس هناك حدود لسر كآبتها ولا لفرحها وليس لها القدرة على إدراك ماهية الأشياء وكل شيء عندها من وحي الخيال وليس في مقدورها الاستقصاء، تستمد قوتها من ضعفها وأنوثتها هذا التصور الذكوري يحمل ظلماً غير منصف على الإطلاق اتجاه المرأة بوضع المغالطات والأعذار التي لا تستند لمنطق العقل والشرع والكرامة الإنسانية عوضاً عن وصفها بالصفات والسمات الكامنة التي منحها الله للمرأة في حرية القبول من عدمه في عقد الزواج وفسخه وإنهاء العلاقة الزوجية وحضورها للشهادة وحرية العبادة ووضع الأسس التي تكفل تربية الأطفال، لاسيما أن الشارع المقدس حث على ضرورة إرضاع الطفل حماية لصحته الجسدية والنفسية والعصبية وحماية صحة الأم، ولها التصرف في أموالها وحرية العمل لما لها من أهلية كاملة في ممارسة البيع والشراء وعقد العقود، وأن تهب وتؤجر لرشدها فلا وصاية عليها في نيل حقوقها التي أقر وسمح بها الشارع المقدس وأحل لها كما للرجل باعتبارها إنسانا كامل الأهلية، كرمها الباري عز وجل في قوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [1]
﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [2]
﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [3]
بقوة منطق العقل والشرع خاطبتهم بقولها: آبائي ومن حضر مع زوجي والشيخ الجليل، أنتم تدركون بإيمانكم ومعرفتكم أن الطلاق حدده وشرعه الإسلام كعلاج لا امتهان لكرامة الزوجين على حد سواء لمشكلات استعصى عليهما حلها، لكثرة السقم والابتلاءات والتوترات والخصام والقطيعة وصولاً بما اصطلح عليه تشبيها بالنفق المسدود، وجعل الطلاق ضمن قواعد محكمة وفي خطوات حددها الشارع المقدس في قول الباري عز وجل مخاطباً النبي الكريم محمد ﷺ ﴿. يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا﴾ [4]
هذا قانون رباني يؤسس ويؤكد قاعدة احترام المرأة، ويضع لها الضمانات التي تحميها من تنمر وعنف وكراهية وطغيان الرجل، وكذلك بين الإسلام الحدود التي تكفل وتصون كرامة الزوجين، وحين أباح الطلاق جعله في أضيق نطاق وأمر مبغوض، فيما يروى عن الرسول ﷺ يقول «ما من شيء أبغض إلى الله عز وجل من بيت يخرب في الإسلام بالفرقة» [5] - يعني الطلاق - وفي حديث الإمام الصادق «ما من شيء مما أحله الله أبغض إليه من الطلاق» [6] وهو عنوان ينعكس على الزوجين لما له من آثار سيئة على الصعيد النفسي والاجتماعي والتلاحم الأسري لاسيما الأطفال والكثير من المآسي وحديثكم عن الصبر وتحمل منغصات الحياة تتطلب أن يعيش الزوجان في حالة من التراضي والتغاضي والتسامح والمودة والرحمة والألفة، لهو أمر محمود ويقر ُبه كل عاقل ولن يتسنى الارتقاء بالمجتمعات والأسر، وهي في حالة صراع وخلافات مستمرة التي يفتعلها الزوجان أو تُنسب إلى الظروف الاجتماعية والأسرية أو الاقتصادية لكن اسمحوا..أولاً..
قبل أن أحكي لكم أحداث خلافنا الزوجي والإصرار على الانفصال، لعلكم تجهلونه أو وصل إلى مسامعكم بطرق مختلفة أود أن أشكر مسعاكم فيما تحملون من نوايا طيبة لإصلاح ذات البين في المجتمع، وهذا الفعل إنساني يحث ويؤكد عليه الشارع المقدس وإن كانت عندي ملاحظات في مساندتكم للزوج فيما لا تعلمون لطبيعته أو لنيتكم الإيمانية في الصلح ذلك علمه عند الباري ولا يحق لي الدخول في النوايا، المهم في هذا الجمع قبل أن ينطق بالحكم على طلب أحدنا أن أحصل على إجابة عددٍ من الأسئلة أمامكم من الزوج ويسبقها إجابتكم أنتم لمجموعة تساؤلات بعدها يحق لكم الخوض في الحكم والحديث عن لساني بحذر، بحيث المتحدث لا يخلط مبادئه وتعبيراته الشخصية وقيمه دون قيد، وإن دوركم دراسة الوضع ومعرفة التفصيلات للواقع المحسوس دون الدخول في النوايا، وجعل الحوار مناظرة في عالم مبهم لا حياة فيها إلا الظن والريبة والشك والحديث الأجوف المصطنع دون أن تستثير العزيمة والإرادة، إما لمنع الخلاف أو عدم الإقدام عليه وفق ما ينطوي عليه من عدالة.
1/ هل يقبل أحدكم أن تُهان وتُضرب وتُطرد ابنته من البيت بعد منتصف الليل لا لشيء إلا أنها منعت نفسها عنه وهو في حالة سكر...؟
2/ ماذا تجيبون على من سرق إرث زوجته بالخداع وأنكر ذلك واعترف بعد أيام في خضم الخلاف والإلحاح بالسؤال؟
3/ أي وصف تجدون لرجل منذ سنتين وهو لا يعمل ويعيش على راتب زوجته بالكره والضرب والسرقة يستحله لنفسه؟
4/ طُرد من عمله السابق لسوء خلقه وتعديه بألفاظ النابية على بعض زملاء العمل والمراجعين ولم يخبرني، بل أنا عرفت من أحاديث الناس التي أُهنت أمامهم وهم يتهامسون ويتسألون، ألا زال فلان زوجك هو من اعتدى على زوج فلانة في العمل وطُرد منه؟
5/ صفو لي رجلاً لا يعلم عن أبنائه أين هم؟ وماذا يدرسون؟ كيف يعيشون؟ لا يعلم حاجاتهم ولم يجتمع معهم على مائدة منذ سنوات لكثرة تغيبه عن البيت وسعيه لشهواته الشيطانية؟
6/ شيخنا والحضور هناك أمر آخر لم يتم التطرق له من قبل العائلة أثناء العقد، ولم أكتشفه إلا بعد الزواج حين وجدت مجموعة أدوية ووصفات من الطبيب المعالج، فهل أخبركم هو أو أحد من أهله بأنه يعاني من سقم اضطراب الشخصية ويصنف من الاضطرابات العقلية التي يعاني منها؟
* يعيش ويمارس تصرفات لسلوك غير صحي
*عدم قدرته على إدراك فهم التصرف في المواقف
* يفتقد القدرة على التعامل مع الأشخاص بشكل كبير فيحد من تكوين علاقات وأنشطة وعمل مشترك
* بعض الأشخاص والمحيطين قد لا يدركون مستوى إصابة القريب منهم باضطراب الشخصية، نظراً لمحدودية علمهم لهذا الأمر ولطريقة تصرفات الطرف المريض الذي نادراً ما تظهر عليه علامات عند البعيد عنه لوجود كثير من التصرفات تبدو طبيعية للآخر فيوجه اللوم على المحيطين به مع ملاحظة أن اضطرابات الشخصية وفي حالة زوجي هي معلومة عند الجميع من سنوات المراهقة وإن كانت هي أقل خلال السنوات الماضية بعد أن وصل إلى سن الأربعين وهو لا زال في جلسات علاجية وإن كانت على فترات بعيدة إلا أن سلوكه الأسري كما هو...
7/ هل تعلمون أنه أجر الطلاق على لسان الوكيل مرتين خلال العشر السنوات الماضية ولولا تدخل الأهل والعهود التي نطق بها وخوفي على الطفلين لما رجعت، ومن ذلك الوقت هو يعيش على ما هو عليه واليوم أنتم حضور هنا وهذه التساؤلات أمامكم، فهل تدركون حجم المعاناة للظلم الموجع للقلب والجسم والنفس وكل معنى جميل للحياة؟ أتدركون ما تطلبون مني بالتراجع وأُهدي من روعي وأن الحال سيصلح بحضوركم ووعودكم وأن الله قادر على أن يمنحك قوة خفية لا تراها العيون ولا تدركها العقول إلا حين تفتحين للآمال أبواب ستنشر البهجة والسرور ويخفف ويلات اليأس دون الوقوف على الأسباب التي تعدونها ظاهرة عامة وكأنكم تقولون كوني في حالة تشبه لبداية تأثير ”البنج“ أو في حالة الإفاقة منه...؟! أتعجب من قولكم هذا وتوجيهكم العتاب واللوم والنقصان والنقيصة لي وكأني المسؤولة عما هو فيه... بقولكم أن لك دوراً قد يكون غير مباشر في دفع زوجك للقيام بتلك التصرفات التي أوصلتكما لما أنتم عليه اليوم...
الحضور والشيخ الجليل قبل إجابتكم أود أن تسمعون من زوجي إجابة تساؤلاتي، وأعلم أن الأمر يتطلب منك كثيراً من الشجاعة والاستعداد على أن تكون أميناً وصريحاً مع نفسك وصادقا أمام الحضور، واعلم أن الكذب حباله قصيرة لقوله تعالى: ﴿يَعْلَمُ خَآئِنَةَ آلأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي آلصُّدُورُ﴾ [7]
1/ هل لا زلت تمارس ما حرم الله في سفرك...؟
2/ منذ سنوات هل تصرف على البيت من حر مالك...؟
3/ هل أفشيت إلى أحدِ سرك وما يدور من خلاف بيننا قبل اليوم؟
4/ أخبر الحضور هل ما تم ذكره موجه لك فيه من الكذب أو المبالغة من قبلي؟
لم يتسنى للجميع المساهمة في إيقاف فكرة الطلاق والإجابة بعد أن زعزعتهم التساؤلات والأفكار وأصبحوا يبحثون عن دروع واقية من السهام التي انهالت عليهم وهو يحسبون أنهم يحسنون صنعا عن طريق قوالب لغوية قصصية عقدية بعبارات منمقة محفوظة، وبعضها جوفاء قد تقودك إلى الهاوية ولا تتناسب مع دقة الحجج والبراهين المقدمة بأسلوب مبسط وميسر يرقى إلى مستوى التشخيص من قبل المختصين في مسار علم النفس الاجتماعي والزوجة، ولجهل بعض المتصدين بترجمة هذا التحول والانعطافه العلمية والأخلاقية والقيادية التي وصلت لها المرأة في مجتمعنا العربي والإسلامي وامتلاكها الأسلوب الراقي والحوار مع ذكر المسببات والأعراض والقدرة على اتخاذ القرار، وللانعطافة التاريخية لم تقف أمامها حواجز لتحقيق هذا التحول والتقدم، وتعتبر المرأة نفسها اليوم هي عنصر بيده قدرة مادية وإمكانيات متميزة في استيعاب المتحولات العلمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والسلوكية ولها القدرة على إدارة نفسها في الدوائر الإيجابية وفي مصاف الرجل، وإن كان مصدر الحكم الرئيسي اتجاه أخطاء بعض النساء والتعميم من قبل الرجال هو من تلك الآراء الشاذة والضالة، لوجودها في الفضاء تسبح مع علمنا أنها دون قيود والكثير لم يكلف نفسه عناء البحث الموضوعي دون تحيز ولا ميل ما لم يرى بأم العين أو يقيم عليه الدليل الشرعي العلمي الطبي القانوني، فأغلب الناس تقع في الأخطاء الشائعة للتفكير المقيد بالموروث دون إعمال العقل وإدراك أسرار الحياة وخفايا الأمور والفوارق الزمكانية التي تتطلب إعادة قراءة بعض الموروث المجتمعي والديني الذي أسس وجعل من الرجال حاكمين بالمطلق باسم القوامة والفوارق الجسدية لا بمنظور واقعي عقلي منطقي بحيث يمتلك المُنظر له معرفة علمية بطبيعة المتحولات في شخصية المرأة التي أصبحت عالمة ومتخصصة ومنتجة في جميع المحافل الدولية وحاضرة الدهن وصانعة للفكر، فعلينا احترام عقلها وتصحيح المفاهيم القابعة في النفوس المريضة من الازدراء للمرأة ووصفها بالمصدر المزعج والعورة عوضاً عن خلق احترام للعلاقة المتبادلة يسودها الثقة واحترام الذات والتزام كلاً من الرجل والمرأة لما خلق له ضمن حوار واع يؤدي إلى زيادة تحمل المسؤولية الشخصية في بناء أسرة صانعة الأجيال.
لا شك أن دور المرأة هو في حالة تصاعدية لبناء إطار تكاملي، وتحديد دورها داخل وخارج الأسرة ومشاركتها في اتخاذ القرار والتعرف على حقوقها وواجباتها الأسرية، لتحسين أوضاعها مع مراعات بعض التباين وفق النظم الشرعية والإمكانات الجسدية والإقرار لها بالقدرة كما الرجل في السيطرة على النفس وسلطان العقل المطلق والمقيد عن الأهواء ومبتغ النفس الأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي، وإن الخير كل الخير في صلاح الإنسان وإعمار الأرض دون تفضيل جنس على آخر، وإن الخير كائنٌ في الكائنات.
نعم الحياة ليست بهذه البساطة، فإن العواطف والميول الشخصية الخاصة والعامة تتغير بتغير موطن الشعوب وثقافتهم، بل هناك ما هو أشد حين يخضع الشخص لسقطات دينية متعارضة أو متوافقة مع أيدولوجياته أو قيمة ومبادئه، والحقيقة أن هذه المحاكمة الجدلية لها ثقلٌ على النفس وصدى لشعور وألم مختمر لا يصفو عن طريق الإيحاء بالوعود دون مراعاة الناحية الشرعية والقانونية والكرامة الإنسانية وما يتهددها من أخطار يتناساها مؤقتا أحدهما سعياً لإنهاء الجفاء، أو مجافياً للصدق بأعذار واهية حاجبة للنور ومسدلة ستارة الظلمة الموجعة للقلب والجسم والنفس.
لعل بقايا التفكير في عدم إنهاء الخيوط الرفيعة إلى هذا الوقت هو القصور في مواجهة المعاناة وفهم بهجة البقاء أو الانفصال والخوف من أن يظل شيء من الأسى في النفس اتجاه زوجها، أدركت بعدها تفسيراً كاشف عن حالتهما النفسية وعن سر كآبتها وسقمها بعد أن تم استشارة المعالج النفسي وإدراك عمق الصور الوجدانية عن حالتهما النفسية وحالة اليأس في الجذور العميقة وفي عالم اللاشعور وقتل الأحلام في بناء الدفء الأسري والغرائز الإنسانية.
إن المضي في تحليل هذه الظاهرة وانعكاساتها المعقدة هو انقاد ذات النفس من المجهول وطابعها الفردي المحض، لتصبح قضية مجتمعية تعالج أصل قبول المرأة كشريك للرجل في إدارة شؤون الحياة وحرية اختيار الشريك ولغة الحوار الزوجي وتصحيح أسباب الاحتقان التي من شأنها خلق حالات التوتر والمشاحنات والشتات بما قيل ومن قال وتجنب الخروج من السياق والحفاظ على استمرار التواصل والمحادثة والمضي قدما في معالجة سوء الفهم دون انهيار جدار القيم والأخلاق، ووضع المعوقات التي تُسيء لهما، من صمت متعمد أو التسرع في طلب الانفصال وأخد القرار دون استشارة من هم أهل لذلك، وإن كان هناك من ضرورة لممارسة النقد لتصحيح المسار فلا بد من الأخذ بعين الاعتبار عدم الدخول في النوايا والظنون ويكون ضمن الحدود المسموح بها عقلاً وشرعاً دون الوصول إلى مستوى من حقل ألغام العنف والتنمر والتجاهل والغيرة والشعور بالنقص والإحباط...
بين وضوح الصورة والتعبير هناك تولد أفكار كثيرة بين السطور يحرمك الجهل لا الواقع المعاش للبوح بها، علما أنها من القضايا الأزمة للعلاج على يد متخصصين ولا يحق الاجتهاد فيها إلا بما يوافق العقل والعلم والقيم والمثل العليا التي تحفظ كرامة الإنسان وتحقق له الالتئام والصفح عن الذات والآخر للشفاء والتعافي من جراحات الماضي، وإن كنت تعتقد أنها من المسائل المستعصية الحل وغلق ملفها بالتجاهل أو التهديد والوعيد دون الانصياع لأمر العقل، ستستمر العلاقة الزوجية في توتر وتنافر فيزداد الغضب والحرمان وتحبس العواطف فيحدث بركان الكراهية المقيتة فتعود السيرة الأولى من الهوان والضعف والعتاب بالتعبيرات المسيئة ضد الآخر التي لا يرجى منها الخير إلا إذا أزيح كابوس الجهالة وشُرعت وفُعلت القوانين لحل الخلافات الزوجية القائمة التي تثور وتشكو وتئن وتتوجع منها المجتمعات لضياع الأسر والأبناء، ولا تسمع شكواها إلا لمن هم مدركون مسؤوليتهم في البحث عن حلول لاستشارتهم لرفع الخدلان والإخفاق والمرارة عن كاهل النفس بالأعمال الواجبة التي يرفع الله بها أقواما ويضع آخرين لسوء سلوكهم وطبائعهم وعدم قبولهم للنهوض ردحاً طويلاً من الزمن، فلم يكن من السهل عليهم التخلص مما هم فيه لماذا؟
*للجهل بأهمية رفع ما يعتري النفس من خلافات زوجية
*الادعاء والكِبر على المعرفة
*الخوف من المجهول في تحمل المسؤولية وإصلاح الذات
*اللجوء وتدخل من لا يفقهون فن الحوار والتفاوض والعلاج الزواجي
*التواكل المفرط بالتفويض والاعتمادية على الآخرين للإصلاح
*عدم الشعور بالأمان والطمأنينة في اتخاذ القرارات الصائبة
*القناعة بعدم إمكانية التمرد على الواقع المر، للوصول إلى طرق قالوا عنها مستعصية الحل
سنعزف مقطوعة أخرى لدراما من سلسلة زوايا أسرية في المقالات المقبلة لمبدأ آمن به المصلحون.. إن كل حالة تدرس على حدا، وإن كان لها وجهان مشتركان ومفترقان، شخصي ومجتمعي ووضعهما في صيغة دراما قصصية منطقية لتنسيق الأدلة والبراهين وفق منهج متناسق لدراسة الحالة بطريقة محكمة منضبطة، والمتصديين لها يمتلكون مهارات وأدوات فن إدارة الحوار والتفاوض والإقناع والفطنة والذكاء بما يخدم ويثمر في بناء علاقة إنسانية لا يكون أول ضحاياها الخلافات الزوجية والأبناء،،