آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 1:48 م

شيطنة المخالف

عبد الرزاق الكوي

بات الأسلوب المتبع في اتخاذ القرارات والضغوطات من قبل القوى العالمية التي تدير الحرب في أوكرانيا مكشوف للعيان، تستثمر كل طاقاتها وأساليبها واتباع مخططات باتت مكشوفة تم استخدامها في مواقع كثيرة من أجل تحقيق أهداف مسبوقة التخطيط، تقف وراءها دول تدعم من قبل وسائل إعلام تخدم تلك التطلعات، تحاول لفت الأنظار لحدث تريد التأثير فيه وتحويله لمصالحها تعمل الآلة الإعلامية بما تملك من تقدم تكنلوجيا عالي التقدم في استخدام أسلوب الشيطنة من ترغب شطبه وتهميشه ومحاربته وفتح الباب للتدخل في شؤونه، فقد شيطنوا الإسلام والمسلمين باستخدام نماذج سيئة من المرتزقة وقطاع الطرق كوسيلة قتل على الهوية ودماء باردة تحت صيحات الله أكبر، وقس على ذلك كل القارات سيجد المتتبع شيطنة لكل منطقة من مناطق القارات حسب الحاجة والظروف، لم يسلم أحد، وخير شاهد ما جرى في منطقة الشرق الأوسط في السنوات القليلة الماضية قد تمت فيه شيطنة كثير من الدول وقيادات بالطبع ليس حبا لذلك البلد، بل تطورات حدثت لو استمرت سوف لن تكون في صالح القطب الاستحواذي وان تأخد أي بلد راية التقدم والاستقلالية في اتخاذ قراراتها المصيرية، فالمتتبع لو يرجع قليلا لدول في الشرق الأوسط والعالم العربي كيف دمرت، رغم الاختلاف على توجهات وممارسات والسياسة المتبعة كانت تنعم بأمن وسلام أكثر قبل شيطنتها والتدخل في شؤونها وضرب اقتصادها وتدمير جيوشها، السبب في التدخل السافر والبعيد عن كل المواثيق من أجل أن لا تقوم لها قائمة وتعيش هم إعادة ترتيب وضعها الاقتصادي المتردي والبنية العسكرية المتهالكة، ليبقى العالم تحت رحمة النار والوعيد والحصار ومزيد من الحروب، لا تنقل الحقيقة ولا تقدم خدمات بل مزيد من التزييف والتلفيق وقلب الحقائق، بعدها تصدر القوانين والعقوبات بناء على الواقع المزيف ليصبح حقيقة مسلم بها.

السياسة اليوم اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس، لكن اليوم هذا الكذب من عظمته وفجاجته أصبح لا يصدقه عاقل ولا يستهين بخطره ذو لب، فاليوم يفعل هذا الأسلوب كم فعل قبل الأزمة الأوكرانية ودول أخرى سلط عليها هذا السيف وهذه الحيل الماكرة بدون أي وازع إنساني أو أخلاقي، فقد بلغ التزييف مداه، والشيطنة بشكل مكشوف، رغم رفض العالم الحر اجمع لهذه الحرب وغيرها من الحروب المدمرة، إن ما يفعله هذه المجموعة الذي تشيطن كل مخالف لها يسود وجه التاريخ لبشاعة ما ارتكب من جرائم يشيب منها الرضيع، لم يفعل مثلها ولا في شريعة الغاب ارتكبت فيها ما لا يخطر على بال من التفنن في قتل الأنفس البريئة، لو جمع شرور وجرائم ما سبق في كفه واجرام القوى هذا لرجحت كفته، وضع هذا الأسلوب من الحلف من أجل استنزاف وتحييد روسيا والقضاء عليها حتى لا تكون لهم ند وتصل إلى البحار الدافئة من العالم ويكون لها القرار في الشؤون العالمية، وروسيا ليس أفغانستان وغيرها من دول العالم الثالث، وحلفاءها يمتلكون قوة لا يستهان بها، اليوم تبرز أقوى مما سبق، جعل مناوئيها يقفون عاجزين عن الدفاع إلا بمزيد من الكذب وتزييف الوقائع واستمرار أسلوبهم المحبب إرسال السلاح من كل حدب وصوب لإشعال فتيل الحروب وليس ليعم العالم السلام، هذه روح بدون وازع لضمير، والأدهى من ذلك لا زالت تطرح وتتبجح بلا خجل إنها حامية لحقوق الإنسان، بل الواقع فكرًا إقصائي لا يعترف بالآخرين، إن لم تكن تحت سيطرتي وتحقق أهدافي وتعمل من أجل تطلعاتي فأنت عدو تجب شيطنتك ومحاربتك بشتى الوسائل المتاحة والمناسبة لترجع إلى جادة الطريق حسب تصورهم، فاليوم المواجهة غير المواجهات السابقة مع دولة من دول العالم الثالث أو من دول الشرق الأوسط، تبرز للعن كقوة تملك البأس مما يكشف التراجع والخوف والانهزام بل انحسار وفشل تلك القوى، لم تأخذ العبر مما سبق من هزائم، فجنون العظمة أعمى العيون ولم يفعل ميزة التعقل بل مزيد من الأفعال الشيطانية، حفظ الله تعالى البشرية من الفتن والشرور ويعم السلام ربوع العالم، اليوم رغم إصرار الحلف تجميع العالم تحت مظلته والوقوف معه يرفض الكثيرون رغم الضغوطات الكبيرة ويتمنون حلولا سياسية يحكم فيها العقل.