آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:30 ص

قصة كفاح.. ”خليل دعبل“.. من الغيبوبة إلى منصات التتويج

جهات الإخبارية

كان متوجهًا لعمله كموظف في مدارس التهذيب الخاصة، فسقطت سيارته في منحدر مائي قرب قرية الحلة، وذلك في العام 2007، وظل فيه ”محشورًا“ داخل سيارته منذ الصباح وحتى الظهيرة، وصادف مرور أحد المزارعين عند موقع الحادث بعد الانتهاء من عمله في مزرعته متجهًا لأداء فريضة الظهر، فانتشله من نافذة سيارته.

الشاب ”خليل عيسى دعبل“، من قرية الجارودية بالقطيف، ظل في غيبوبة لثلاثة أيام، ولم يصحُ إلا وهو جالس على كرسي متحرك، فقد روى بطل غرب آسيا للبوتشيا دعبل قصته بعد إعلان فوزه بالميدالية الذهبية.

ووصف دعبل حالت: شعرت بعدم الإحساس بالأطراف السفلية، لتبدأ رحلة العلاج في المملكة والتشيك، فقد كان رد المستشفيات سلبيًا لانقطاع الحبل الشوكي، ثم المراسلات مع مستشفيات الهند التي وصل إليها بمعية شقيقه محمد، لكن الرد لم يختلف بعد الاطلاع على التقارير ومعاينة خليل.

بعد الرجوع من الهند بدأت قصة دعبل المُلهِمة، ولم يتسرب اليأس إلى داخله، فتحوّل إلى شخص مفعم بالحيوية والنشاط وطرد أي شعور سلبي قد يؤثر على مسيرته؟

وقرر البحث عن رزقه من خلال افتتاح محل صغير جدًا لتقديم المشويات للزبائن ثم توسع فيه، وبعد أن اطمأن على نجاحه قرر افتتاح محل لبيع الحلويات والمكسرات ثم كبر المشروع وأصبح مشهورًا في الجارودية والمناطق المجاورة.

واستغل دعبل مساحة خالية أمام منزله واشترى بعض الألعاب الترفيهية للأطفال لتحقيق عوائد مادية من وراء ذلك، مبينًا أنه يرغب في توسيع نشاطه التجاري الصغير وتطوير العمل في المشروع الترفيهي المتواضع.

وقال دعبل: بعد أن أمّنت رزقي، وبينما كنت أسير في الطريق التقى بي المدرب محسن آل إسماعيل في العام 2017 واطلع على إعاقتي وطلب مني لعب البوتشيا، فرفضت في بادئ الأمر، ومع إصراره وافقت وتدربت بعد صعوبات في البداية.

آمن دعبل إيمانًا حقيقيًا بطموحاته وأهدافه، وهو شعور نابع من الثقة بالنفس وبالله، ساعيًا لمواجهة الظروف راضيًا بقضاء الله وقدره ليطرد الإحباط ويرفض اليأس ويتخطى العقبات مهما كان حجمها وتأثيرها.

وتابع: استصعبت الأمر في أوله، لكن المدرب والمحاضر الدولي آل إسماعيل حبّب لي اللعبة وأشعل فتيل الانجازات بحصولي على لقب بطل أندية غرب آسيا في العام 2018 في الأردن، وتوالت الألقاب ومنها بطل المملكة العربية السعودية في فئة BC4 لأربع سنوات متتالية، وآخر تلك الانجازات الميدالية الذهبية في دورة ألعاب غرب آسيا الثالثة في البحرين.

واعتبر دعبل وضعه الصحي تحديًا عليه خوضه والنجاح في التغلب عليه، ويقول إنه نجح في ذلك، بنسبة نجاح بلغت 70 في المائة فقط كطموحات رياضية، فالهدف القادم هو كيفية الوصول إلى العالمية ورد الدين إلى وطنه وأهله وناديه.

وأشاد بالدعم الذي توفره وزارة الرياضة السعودية واللجنة الأولمبية السعودية، مؤكدًا أنه يحب خوض التحديات والخروج منها منتصرًا ومنجزًا.

وعن الوصول إلى العالمية يقول دعبل: أتطلع إلى غدٍ مشرق دائمًا بالتغلب على جميع العوائق نفسية كانت أو بدنية وحتى المادية بالمثابرة والمغامرة؛ لأنني أمتلك الإصرار والثقة وهما من أهم عوامل النجاح ومحاربة اليأس.