آخر تحديث: 20 / 12 / 2025م - 12:25 م

الشاعرة زهراء الشوكان توقع ديوانها ”ألوّنُ صوتَ المجاز“

جهات الإخبارية نوال الجارودي - القطيف

وقعت الشاعرة زهراء الشوكان ديوانها ”ألوّنُ صوتَ المجاز“ في دار دراية مساء يوم الخميس في حفلٍ حضره نخبة من الشعراء والمهتمين.

وقدم للحفل الشاعر علي الشيخ الذي قال: أن نحتفي بالشعر لأننا نحتفي بالحياة.. كما يقول محمد آل موري، كانت دعوة دار دراية لاستضافة الشاعرة زهراء الشوكان وتوقيع ديوانها مؤشر يبعث على نقلة ثقافية رائعة.. فما زال هناك من يهتم ويشجع ويقف إلى جانب الشاعر والمؤلف ومحاولة إبرازه للمجتمع بالشكل اللائق.

وأضاف الشيخ: لحظات قصيرة عشناها في حفل التوقيع.. إلا أنها عكست بعدا كبيرا ترشحت آثاره على النفوس وتنازلت هدايا معرفية، شكرا للقائمين والداعمين وللجمهور الذي أعطى للحفل جمالا ورونقا مختلفا، وهنيئا للشاعرة هذا الحضور المشرف وإلى مزيد من الألق.

وأشاد الفوتوشاعر حبيب المعاتيق في قراءته النقدية للديوان بمحتواه حيث قال في مشاركته التي حملت عنوان ”مشاهدات عابرة في ديوان ألون صوت المجاز“: في الخمس دقائق المتاحة سأتعرض لمشاهدتين خفيفتين لفتتا نظري في هذه القراءة السريعة، أولا: قد يعتبر البعض أن سؤال الشعر والشاعر من يكتب من؟ سؤال ترفي وغير واقعي فكيف للقصيدة أن تكتب شاعرها. بينما الحقيقة أن هذا السؤال ليس جديا وحسب في العلاقة بين الشعر والشاعر ولكنه كذلك في علاقة الفنان بمعناه الأوسع بما ينتج من فن.

وأضاف المعاتيق: من السهل للمختصين أن يدرسوا الكثير من شخصية الفنان من خلال أعماله على تفاوتٍ بين فنانٍ وآخر وشاعر وآخر من حيث وضوح شخصيته ومن حيث مساس ما ينتج بيومياته الحقيقة.

وأكمل: في ديوان ألون صوت المجاز نلمس هذه الحقيقة بشكل جليٍ جدا، القصائد هنا لا ترسم صورا هلاميةً لا وجود لها أو طوباوية من غير هذا العالم أنها لا تنقل صورحقيقة لحياة للكاتبة وحسب ولكنها تنقل مشاعرها بشكل أمين جدا وذلك أحد اسرار قرب هذه القصائد من النفس ونجاحها في تحدي القبول الوجداني.

وتابع: عني في قصيدتي ياسين وحسين أبناء الشاعرة هناك نقل أمين لمشاغبة الطفلين وشقاوتهما المحببة وهذه صورة منزلية تعكس بأمانة هذا الجو العائلي الدقيق.

ففي قصيدة ”ياسين“ تقول الشاعرة:

عيناكَ مكرٌ خالصٌ وهما

طهرُ البراءةِ رقَّ واتبعَكْ

أرهقتني شغباً، فتُبْ، لنرى!

لا زلتَ ترسمُ في الهوى طمعَكْ؟!

ما زلتُ اغفرُ كلَّ شيطنةٍ

فجنونُ حبي كمْ وكمْ نفعَكْ

كذلك اتضح لي بشكل جلي أن ”حسين“ طفلٌ مدللٌ جدًا..

ففي قصيدة حسين ”توت“:

ازدحمت بمفردات:

فتنة القلب، والهوى، والشوق، والعشق، الحب، أجن به

كقولها:

توتٌ يمازجُ طعمَهُ العنبُ

هو فتنةٌ في القلبِ تضطربُ

ينأى فيتعبني الهوى ولهًا

والشوقُ نارٌ حينَ يقتربُ

على عذوبة القصيدتين وبراعتهما.. تميل قصيدة ابنتها ”زينب“ للكثير من الرقة الأنثوية التي تناسب إحساس الأم تجاه صغيرتها التي ترى نفسها فيها:

إني تجسدتُ في عينيكِ فانسكبتْ

ذاتُ الطفولةِ والأحلامِ والحسِ

فأنتِ مرآتي الأسنى تغازلني

تحررُ الخوفَ إذ يقتاتُ من رأسي..

وتحدث ”المعاتيق“ عن أن هناك شواهد كثيرة في انعكاس شخصية الكاتبة ومشاعرها الحقيقية في العديد من القصائد لا مجال لحصرها الآن، هذا الإنعكاس كما قلنا هو أحد أهم أسرار نجاح هذه التجربة الجميلة.

وأضاف المعاتيق في مشاهدته الثانية:

هناك من يمارس الشعر كترف فائض عن الحاجة وهناك من يمارس الكتابة الشعرية بقدسية ما ويعلي من قيمة هذه الممارسة، ويعتبرها أثمن ما يملك وأثمن ما يهب، ألاحظ ذلك في إصرار الشاعرة في هذا الديوان على الإحتفاء بالشخصيات اللصيقة بها احتفاءا شعريا متأنيا كما قال إليا أبو ماضي

ليس عندي ما أملك أغلى من الروح وروحي مرهونةٌ في يديكِ..

وربما صح هذا البيت كعنوان لقصائدها الموجهة للأقربين منها ”ليس عندي ما أملك أغلى من الشعر..“

وتأكد الشاعرة هذه الحقيقة في قولها:

يطيبُ لي قولهُ في الشعرِ مجنونةْ

وإنني في هوى المجنونِ مفتونةْ..

وقال: أن أول شروط الإبداع هو أن تحب ما تصنع والعلاقة بين الشاعرة والشعر هي علاقة شغف وجنون وتعلق كبير كان هو الوقود التي تتكئ عليه في عالم الشعر بالإضافة لموهبتها وثقافتها الفنية البصرية واللغوية.

وختم المعاتيق بقوله: ربما كان الكثير من تجاربنا الأولى في طباعة المجموعات الشعرية تجارب متواضعة بحكم أن الكتاب الأول في العادة يضم تجاربنا الأولى قبل النضج الفني؛ مرحلة بناء الريش والرفيف الخفيف في مدارج أعشاشنا الشعرية، غير أن هذه المجموعة القريبة من الوجدان أعتقد أنها أبلت بلاءا حسنا في هذا الجانب فقد ولدت قادرة على الطيران بما تحمل من صدق وواقعية وشاعرية في نفس الوقت واشتغال لغوي وفني بديع.

من جهتها قالت الشاعرة زهراء الشوكان في كلمتها لحفل التوقيع: حين أردتُ اختيار قصيدةٍ ما، لتليق بهذا الحفل البهي تملكتني الحيرة.. فكل قصائد الشاعر حبيبة على قلبه وإن تمكنت بعض القصائد من التمركز بدلال بشكل خاص بوجدانه،

ولكنها أيضا تبقى قصائد عديدة، تلك التي يشعر أنها جزء هام منه.

وأضافت حسنًا إذن، ما الذي يجعل الشاعر يقول هذه القصيدة

هي أنا؟؟

_ربما كلما ارتفعت قيمة الذكرى التي عبرت عنها ترتفع قيمتها عنده؟

_ربما كلما كانت الذكرى سعيدة جدًا أو حزينة جدًا أو تمثل جرحًا غائرًا جدًا حفر في روحه؟

_ربما كلما كانت صادقة في التعبير عنه دون تدخل خارجي؟

_ربما كلما اكتسبت تفاعلا جنونيا من الجمهور؟

_ربما كلما اكتسبت استحسانا واطراء من النقاد..

_ربما كلما جاءت سلسلة عفوية كالماء؟

_أو كلما مثلت معاناة استنزفته وعلمته ثقافة المحو للوصول لأعلى مستوى رضا ممكن..؟؟ على أي أساس سأختار؟

وأكملت الشاعرة الشوكان: أظن أنه لا يمكن قياس التجربة الشعرية لشاعر ما من خلال نص ما، أظن أن مجموع قصائده التي توزع فيها هي ما تمثله ويمثلها، أظن أن لاوجود للقصيدة الكاملة، دائما نشعر أن هناك ما ينقصها، ولعل الذي يدفعنا للسير للأمام، بحثًا عن الأجمل والأكثر كمالاً.. هذا الشغف الإنساني الذي لا حدود له.. واظنني اخترت لكم نصوصًا، هي الأقرب لقلبي، لأنها ارتبطت بأرواح ملائكية هي الأقرب لقلبي، فغفروا لي هذه الأنانية... فقد قررتُ أن لا أخشى رقابة المستمع وحكمه، بل أن اتبع قلبي.

وألقت الشاعرة الشوكان بعضا من قصائدها كان منها:

مقطع من قصيدة ”غنج“

عيناكِ سحرٌ ما لهُ حدُّ

ويغارُ من وجناتكِ الوردُ

وأنا أهيمُ.. أهيمُ يا ولهي

عنكِ الهوى حاشاهُ يرتدُ؟

إني شرعتُ القلبَ فاقتربي

ولتَسكُنيني.. ينتهي الوجدُ

ولتسمحي القبلاتُ أطبعها

يغُري شفاهي ذلكَ الخدُّ

مدّي العناقَ شِفا متيمةٍ

رفقاً بأمٍ ما لها بُدُّ

بكِ حينَ أنجبتُ الدلالَ أنا

كمْ صارُ يقصدُ عيني السُهدُ؟!

وأقولُ أفدي غنجَ ”زينبتي“

غنجُ الحبيبِ وسهدهُ شَهدُ

مقطع من قصيدة ”توت“

توتٌ يمازجُ طعمَهُ العنبُ

هو فتنةٌ في القلبِ تضطربُ

ينأى فيتعبني الهوى ولهًا

والشوقُ نارٌ حينَ يقتربُ

مترصدًا بالعشقِ مبتدئًا

مترفعًا يأتي بهِ الطلبُ

أو غازيًا يجتاحني دلعًا

ومشاكسًا يحلو لهُ الشغبُ

متشربًا كلَّ الدلالِ لهُ

كلُّ الخطايا عندهُ لعبُ