انْتَبَذَ بِأهْلِهِ مَكَانًا عَلِيَّا
أرْوَاحُ بَاسِقَاتِ الشِّيَمِ عَلَى إِثْرِ هَوْلِ مِحْنَّةِ بَلِيِّةٍ لِأَمْرٍ كَانَ مَقْضِيَّا
لَهُ سُبْطُ مُحَمَدٍ وانْتَبَذَ بِأهْلِهِ لِأمْرٍ كَوَّنَهُ الإلَهُ عَلِيْهِمْ بَاءوَا بِهِ مَكَانًا عَلِيَّا
فِيْهِ ذَوُو الألْبَابِ وَنَالَ فِكْرَهُمْ مِنْهُ فَيْضًا مِنْ عُلُوٍ رَوِيَّا
يُنْسِيْهِمْ قَامَةٌ لِعَبَاسِ الْفِتُوَةِ ضَحِكِ السِّنِّ حَسَنُ الْمُحَيَّا أزْهَرِيَّا
مِنْهُ وَقُوْفَهُ حِيْنَ غَرْفِهِ لِمَاءٍ عَذْبٍ لِنَهْرِ فُرَاتٍ كَانَ دَفْقًا جَرِيَّا
شِبِلُ عليٍ أصْبَحُ الْوَجْهِ عَالِي الْهِمَّةِ صَافِي الْبَصِيْرَةِ قَمَرًا هَاشِمِيًا
الْبَتَّارَ مِنْهُمْ وصَبَّ عَلِيهِمْ رِيْحَ الْمَنُوْنِ وَسَقَاهَمْ صِلِيَّا
وَرَثَ مِنْ أبِيْهِ الْكَرَّارِ شَأنًا ومِرَاسًا اسْتَقَاهُ مَنْذُ أَنْ كَانَ صَبِيَّا
لَهُ مَعَاني مِنْ طِيْبِ سَجَايَا زَخُرَتْ بِهَا نَفْسُهُ التَّوَّاقَةُ ذخرًا ثَرِيَّا
بِهِ أَنْ يَرْمُوْهُ ويُثْنُوَا عَزِيْمَتْهُ فَارْتَدَ عَلَيْهِمْ نِكَالًا مَخْزِيَّا
رَمْزًا فِي ضَمِيْرِ الأجْيَالِ وَحَلَّ فِي وَجْدَانِ النَّاسِ مَكَانًا قُدْسِيَّا
ضَرِيْحَهُ الْعُشَّاقُ وَتَهْفُو شَوْقًا لَهُ وَتَزْدَادُ فِي حُبِهِ رُقِيَّا