آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 4:24 م

اقتصاديات الويك إند

أثير السادة *

ونحن نحتسي الشاي أنا والصديق ”أبو فارس“ عند واحدة من عربات الشاي المعروفة بالمنطقة، أخذتنا نسمات الهواء العليلة للتفكير في الساحة المحيطة بالمكان، وكيفية استثمارها لصالح مشاريع تدر المال على الباحثين عن دخل إضافي.. كان صديقنا بخبرته المالية يذكرنا بالفرص الاقتصادية الواعدة التي يمكن أن تكبر خلال عطلة نهاية الأسبوع، وتصبح العطلة منصتها الدائمة للانطلاق، فرص منذورة لإيجاد مداخيل إضافية لمن يبحث عن تحسين دخله الشهري.

ومصداق ذلك هو أن ما يصرفه الناس خلال عطلة نهاية الأسبوع لا يشبه ما عداه من الأيام، هذا ما تعرفه جيوبنا الصغيرة، ويعرفه أصحاب المحلات، ساعة يخرج الناس من دوامة العمل باتجاه كل ما يحتمل عنوان الترفيه والتسلية والراحة، فالفسحة التي ينالها الموظف نهاية الأٍسبوع هي بمثابة فسحة وبسطة في الرزق لأرباب التجارة الذين سيختارون تمديد ساعات العمل من أجل اصطياد المزيد من الزبائن.

ليس هذا وحسب، فهنالك من يختار عطلة الأسبوع لإتمام الكثير من المهام المؤجلة، كإصلاح عطل بالبيت، أو بالسيارة، أو شراء احتياجات العائلة، وغيرها من الأعمال الكبيرة والصغيرة التي تنتظر من يساعد في تنفيذها وإنجازها، وهي ما يعتقد صديقنا بأنها مساحة للشباب ليبتكروا برامج ومبادرات تملأ فراغهم في أيام العطلة، وتهب جيوبهم شيئا من المال.

هذه المبادرات بحاجة إلى دعم اقتصادي حتما، وغطاء رسمي، ولعل وثيقة العمل الحر قد هيأت الظروف للبدء في ممارسة هذه اللون من الأنشطة التي قد لا تحتاج إلى الكثير من رأس المال، لكنها بحاجة إلى المهارة والمغامرة، من صيانة الإلكترونيات والجوالات إلى صيانة السيارات، ومن تجارة الملابس والأطعمة إلى التشجير وصيانة الحدائق، وصولا إلى الدورات التدريبية والتصاميم، وسواها من الأفكار التي أصبحت سهلة على مستوى التسويق والتنفيذ عبر القنوات الرقمية.

هي دعوة لاستثمار عطلة الأسبوع في جلب المزيد من المال، دون التورط بعمل إضافي يومي، وفتح الآفاق لاكتشاف الفرص الاقتصادية المتاحة، خاصة للشباب، ممن يقطعون الطريق بتعب باتجاه تأسيس مستقبل مالي مستقر، في الوقت الذي تتكالب فيه تكاليف الحياة على الناس، وتصبح قضية إدارة المال مسألة مقلقة للكثير منهم، خاصة في هذا العمر الذي تتزاحم فيه الرغبات مع الاحتياجات، ويهرب فيها الكثير من المال باتجاه الكماليات.