لم تنتظرني الصلاة!
البعض قد تشغله بعض الأمور الدنيوية ويصل إلى المسجد متأخرا بعد إقامة الصلاة فيلقي باللوم على الإمام ويتساءل لم لا يتأخر لحضور أكبر عدد من المصلين؟
آخر يصل إلى المسجد متأخرا والإمام راكع فيرفع صوته «إنّ الله مع الصابرين» وهو عند الباب الذي قد يكون على مسافة كبيرة من الجماعة ويستغرق وقتا للالتحاق، وعندما يرفع الإمام من الركوع قبل تكبيره والتحاقه بالجماعة يعتب على الإمام لعدم الانتظار ريثما يلتحق بالجماعة ويدرك ركعة!
هل الصلاة يجب أن تنتظرنا أم نحن من يجب أن ننتظرها؟
من كان حريصا عليها سيكون في المسجد وعلى مصلاه ينتظرها و”يقول للعمل عندي صلاة، ولا يقول للصلاة عندي عمل“.
عندما تكون متأخرا عليك أن تعاتب نفسك وليس إمام الجماعة. وعندما يرفع الإمام من الركوع قبل التحاقك فإنه قد يكون لديه عذره فربما كان ذكره في الركوع طويلا، وقد يكون كرر الذكر أكثر من مرة لمصلٍ آخر متأخر قبلك ولا يمكنه الإطالة في الركوع أكثر مراعاة للمصلين الذين يعانون من آلام المفاصل، وذلك قد يتكرر في كل ركعة مع أحد المتأخرين.
قد تكون هذه الظاهرة في الكثير من المساجد والحل الرئيس للتخلص منها هو أن يكون التغيير منا شخصياً والتعود على الحضور قبل الأذان ولو بدقائق معدودة للتنفل وقراءة القرآن وانتظار الصلاة، فما أجمل المقولة عن أحد الصالحين عندما سُئل عن سبب حضوره في المسجد قبل الأذان قال: الأذان للغافلين ولا أحب أن أكون من الغافلين.
فضلا عما ورد من الثواب الجزيل للمنتظرين للصلاة كما رُوي عن رسول الله ﷺ: الجلوس في المسجد انتظار الصلاة عبادة، ما لم يحدث، قيل يا رسول الله: ما يحدث، قال: الاغتياب. [2]
وقال ﷺ: يا أبا ذر! إن الله تعالى يعطيك ما دمت جالسا في المسجد بكل نفس تنفست درجة في الجنة، وتصلي عليك الملائكة، وتكتب لك بكل نفس تنفست فيه عشر حسنات، وتمحي عنك عشر سيئات [2] .
والمقولة المشهورة المروية عن أمير المؤمنين : الجلسة في الجامع خير لي من الجلسة في الجنة، لأن الجنة فيها رضا نفسي، والجامع فيه رضا ربي [1] .
وعندما لا يتمكن المصلي من الحضور قبل الأذان أو قبل الإقامة لأي ظرف كان فما عليه إلا الدخول إلى المسجد بهدوء ووقار وسكينة وعدم الجري ورفع الصوت لعدم إزعاج المصلين. فإن شعر به الإمام وأمهله للالتحاق فبها وإلا بإمكانه التكبير من مكانه عند الباب إن لم يسع الوقت لبعد الجماعة عنه ومن ثَمَّ يمشي حتى يلتحق بالجماعة ويصطف معهم. وإن لم يتمكن من ذلك فلينتظر ويلتحق بالركعة التي تليها والله خير العاذرين.