آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 5:57 م

لست كأي رجل

فاضل علي النمر

قال الله تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ سورة البقرة: 155 -157.

إن للفقد حرارة لا يشعر بها إلا من لمس جمرها أو اقترب من لهيبها، لكن يبقى إيماننا بالله هو الغالب وبشارته للصابرين هي المسكن لألم الفراق، وأن من رحلوا هم بين يدي من هو أرحم الراحمين.

كثير ما يقال أننا أمة تقدس الأموات، فلا نذكر المحاسن إلا بالفقد، لكن أختلف اليوم قليلاً، فلو استعرضنا مآثر فقيدنا في حياته سنبقى مقصرين وأظن كذلك بعد الفراق.

ماذا عسى أن أقول؟ فالكلام مبعثر كما هي المشاعر، رحمك الله يا أبا مصطفى فأنت الأخ الوفي والصديق الصدوق، وأعتذر فكلمة كنت لا أستطيع أن أسطرها أو أقولها لأنك لازلت وستبقى ما حييت تعيش في ذاكرتي وأراك أمامي كلما أضفت في مسيرتي.

عندما أراد ربي «عز وجل» أن يمتدح نبيه نبي الرحمة ﷺ، قال: «وَإِنَّكَ لَعَلَى? خُلُقٍ عَظِيمٍ?»، فالأخلاق هي الفضيلة وهي الباقيات الصالحات فكل الماديات إلى فناء ويبقى الذكر الطيب.

فقيدنا الغالي لم يلتفت يومًا إلى ما وصل إليه من نجاحات اقتصادية أو شهرة أو إعلام، بل بقيت بذرة الخير والطيبة هي المسيطرة عليه، فالكرم عادته، والتواضع صفته، والدعم سمته، والبسمة تلازمه في أصعب المواقف.

لا أنسى، ولن أنسى وقفاتك الداعمة لنا نحن الشباب المعنوية قبل المادية، فأنت ترى في نجاحنا نجاحًا لك، وفي تفوقنا رضًا على ما وصلنا إليه، وتتويجًا لنجاحات تخدم المجتمع، فأنت داعم مباشر وغير مباشر لخدمة الناس.

أنت شريك النجاح في كل ما حققه نادي السلام، بل أنت صانع الفرح والسند وقت الشدة، وأنت الفخر الذي يتوج الأبطال، وأنت الداعم الذي ينفق بسخاء ولا يطلب العدسة فنجاح الأبطال تراه نجاحك، أترى مثلك يمكن أن ينسى؟

كما لا أنسى أنك رجل وطني عشق تراب الوطن ووقف بماله وجهده ودعم شبابه بخبرته وبعمله، فأنت تقف في المكان الذي يحتاجك فيه الوطن داعمًا بمالك تارة، وبوقتك وجهدك تارة أخرى.

نسأل الله لك الرحمة، ولمحبيك الصبر والسلوان، فأنت يا صديقي رجل لست كأي رجل.

بقلم صديقك المخلص: فاضل بن علي آل نمر.